مقالات ورأى

بقلم أسماء مشعل .. حين تُفسد النوايا صفاء العلاقات الإنسانية 

اسماء مشعل كاتبة صحفية بجريدة الوطن اليوم ومراسل قطاع الاخبار لمحافظة دمياط

بقلم | اسماء مشعل  

في كل مرة أشرع فيها في كتابة مقال رأي جديد ضمن سلسلتي الاجتماعية التي بدأتُها منذ سنوات، ينتابني إحساس يشبه الفرح الهادئ،

ذلك الشعور الجميل بأن الكلمة ما زالت قادرة على أن تلمس القلوب، وأن للحروف نبضًا صادقًا يصل إلى الناس، يسكن تفاصيلهم اليومية، ويمنحهم شيئًا من الأمل. 

ولعل أكثر ما يسعدني هو ذلك التفاعل الصادق من القراء، حين أشعر أن ما أكتبه يعبّر عنهم ويمسّ قضاياهم، ويضيء زاوية كانت غامضة في داخلهم.  

والأجمل من هذا كله، تلك الجلسة التي تجمعني بصديقي وزميلي الكاتب الصحفي الكبير والمفكر السياسي حسن النجار رئيس التحرير وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية ، فالحوار معه متعة فكرية حقيقية، فهو مثقف هادئ، متزن، يحمل في حديثه حكمة الصعيد وعمق التجربة وبساطة الروح. 

ورغم زحام العصر وتعدد تطبيقاته، ما زال المفكر السياسي “حسن النجار” أسير الورق، يعشق القراءة بشغفٍ نادر، لا يفارقه كتاب، ولا يستبدل متعة الورق ببريق الشاشات. يعيش مع كل سطر يقرؤه، كأنه كُتب له وحده، يختبر الأفكار ويصادقها، حتى غدت علاقته بالكتاب جزءًا من روحه. 

ومؤخرًا، طرح الكاتب الصحفي “حسن النجار” فكرة تستحق التأمل، حين قال: “ما أكثر الذين يفسرون كلام الناس كما يحلو لهم، أو يتعمدون إخراجه من سياقه لإشعال الفتن!”، فوجدت في قوله محورًا عميقًا يستحق التوقف عنده. 

تلك الظاهرة لم تعد مجرّد سوء فهم عابر، بل أصبحت سلوكًا هدّامًا ينخر في نسيج العلاقات الإنسانية. كم من بيت تهدّم، وكم من صداقة تصدّعت، وكم من علاقة طيبة انكسرت لأن أحدهم أراد أن يفسّر الكلام على هواه، لا على حقيقته.  

هناك من لا يكتفي بعدم الفهم، بل يتعمّد التشويه، وكأن في قلبه غِلًا لا يشفى إلا بإفساد ما بين الناس. 

هؤلاء لا يُستهان بهم؛ يتحدثون بلينٍ مصطنع، يلبسون ثوب الود، لكن في كلماتهم سمّ بارد. ينقلون الحديث كما فهموه، لا كما قيل، يبدون ناصحين وهم في الحقيقة مفسدون. وهكذا، تتحول كلمة بريئة إلى تهمة، وحديث عابر إلى أزمة، فلا يبقى من الود إلا رماد، ومن الثقة إلا أثر. 

الأخطر أن بعضهم يرى في هذا السلوك نوعًا من الذكاء أو التسلية، غافلين عن أنهم يهدمون بنيانًا إنسانيًا اسمه الثقة، ويزرعون الشك في القلوب. 

إن الكلمة أمانة، والنقل مسؤولية، والتفسير خُلق قبل أن يكون رأيًا. ومن لا يملك نية خالصة وقلبًا نقيًا، فالصمت أكرم له من الكلام. 

نحن بحاجة إلى أن نتعلم فن الإصغاء قبل الرد، وأن نفهم قبل أن نحكم، وأن نحمل الكلام على محمل الخير لا الشر، ما دمنا لم نرَ فيه سوءًا بيّنًا. 

فلنُعد إلى علاقاتنا صدقها، وإلى حديثنا براءته، وإلى نوايانا صفاءها، فما أجمل أن نعيش ببساطة، بعيدًا عن التأويل والتصيد!

فليس هناك ما يفسد الحياة أكثر من النفوس المريضة، ولا ما يصلحها سوى نية صافية، وعقل متزن، ولسان صادق. 

أسماء مشعل
أسماء مشعل
من هيا اسماء مشعل  

أسماء مشعل ابنة محافظة دمياط تعد واحدة من الأقلام النسائية البارزة في الصحافة المصرية، عُرفت بكتاباتها الجريئة وتحليلاتها العميقة التي تمزج بين الحس الإنساني والوعي الوطني. تمتلك خبرة واسعة في العمل الإعلامي،  

وشاركت في إعداد وتحرير العديد من الملفات الصحفية والتقارير الميدانية التي تناولت قضايا المجتمع والسياسة والثقافة. تميزت بأسلوبها السلس القريب من القارئ، وحرصها الدائم على تسليط الضوء على القضايا التي تمس المواطن المصري وتدعم مسيرة التنمية في مصر. 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى