بقلم حسن النجار.. شرم الشيخ تتصدر المشهد وتصنع السلام من جديد في الشرق الأوسط
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية


بقلم | حسن النجار
تستضيف مدينة شرم الشيخ – أرض السلام – اليوم الاثنين حدثًا تاريخيًا واستثنائيًا يتمثل في انعقاد قمة السلام، بهدف إرساء طريق السلام في الشرق الأوسط ووقف الحرب في غزة، والعمل على عودة الاستقرار لإقليم بات على برميل من البارود قابل للانفجار،
جراء تعدد بؤر الصراع وتمدد النزاعات وكثرة الأزمات. فمن أرض السلام يجتمع اليوم كبار وزعماء العالم بدعوة مصرية لتحقيق هذا الاستقرار المأمول، ولوضع فرصة أمام العالم لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالح دول المنطقة والإقليم بل والعالم كله.
وعلينا أن نتذكر أنه منذ اللحظات الأولى، أكدت مصر أنه لا عودة للاستقرار إلا بإنهاء الحرب على غزة، وأن الصراع لا يجلب إلا مزيدًا من الصراع،
وليدرك العالم صدق مصر ورؤيتها وقدرتها على استشراف المستقبل، فضلًا عن اتسامها بالحنكة والخبرة والوعي، انطلاقًا من ثوابتها الراسخة دفاعًا عن القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وما جرى في شرم الشيخ من مفاوضات وجهود أفضت إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار وتوقيع المرحلة الأولى من الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل،
ليس إلا انعكاسًا لمكانة مصر ودورها القيادي وتجسيدًا لقدرتها المستمرة على صياغة موازين القوى وإدارة الأزمات، لتؤكد للعالم من جديد أن القاهرة لا تنتظر الأحداث بل تصنعها. وهو ما أكده التحرك المحسوب والذكي في هذا التوقيت،
خاصة أنه ليس مجرد رد فعل، بل تعبير عن رؤية استراتيجية شاملة لإدارة الأزمات الإقليمية.
والأهم أن هذه الرؤية المتماسكة والسياسات النزيهة هي من جعلت العالم يحترم مصر ويعود إليها كلما اشتدت الأزمات، فهي التي جعلت حتى القوى العظمى تعترف بأن القاهرة لا تُدار من أحد، بل تُدير المواقف برؤية مستقلة ومسؤولية تاريخية.
وختامًا، اليوم الاثنين على الجميع أن يدرك أن قمة شرم الشيخ محطة مفصلية في تاريخ المنطقة وتحول استراتيجي يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط، ويكرس القيادة المصرية كقوة إقليمية لا غنى عنها في إدارة ملفات الأمن والسلام،
ويمنح القضية الفلسطينية زخمًا وشرعية دولية جديدة، لنفخر ويفخر المصريون أن من قلب شرم الشيخ، تصنع دولتهم اليوم السلام كما صنعت النصر من قبل، وأن السلام لا يمر إلا عبرها.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار