بقلم حسن النجار .. شرم الشيخ تصنع المعجزة: قمة السلام تُنهي حرب غزة وتفتح طريق المستقبل
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية


بقلم | حسن النجار
أنهت قمة شرم الشيخ للسلام امس الاثنين علي ارض السلام المصرية بعد العمل الدؤوب الذى طال انتظارة علي مدار ما يقرب من ستون شهرا متواصل للسياسة المصرية بقيادة الزعيم عبد الفتاح السيسي بالنهاية لـ الجولة الأخيرة من حرب غزة على أعتاب العام الثالث،
مُحققة هدفين رئيسيين لكل من فلسطين ومصر، بينما أحبطت في المقابل آمال وأوهام الكثيرين من الحالمين والطامحين والطامعين والكارهين والمأزومين الذين أزعجهم مشهد سلامٍ، ولو مؤقت،
بعد حربٍ طاحنة تغلّب فيها فن الممكن المصري على مؤامرات الدمار والتهجير، وحافظ على غزة الفلسطينية المستحقة لأهلها، وعلى الأراضي المصرية العامرة بالمصريين، في مشهد لا يفسره إلا إرادة الله التي تجاوزت كل مقاييس الحرب وصنعت معادلة السلام.
وبين هذه الكواليس، هرب التافهون من مواجهة الحقيقة بعد فشل مشروعهم في إفشال اتفاق وقف الحرب، إذ كان هدفهم الخفي هو تغيير جغرافيا مصر وغزة، وإعادة رسم ديموغرافيا الشقيقتين،
وتبديل توازنات القوى والقدرة على الفعل. أرادوا إضعاف الإرادة المصرية والنيل من مكامن القوة الفلسطينية، لكنهم اصطدموا بحائط الصد العربي والمصري، ففرّوا من النتائج المعجزة إلى تفسيرات واهية،
يبحثون في لغة الجسد وزوايا الصور هرباً من الاعتراف بواقع الإنجاز. والحق البين في قمة شرم الشيخ للسلام يمكن تلخيصه في أمرين جوهريين:
أولهما، أن التوقيع على وقف الحرب لم يكن وليد اللحظة، بل جاء كـ بروتوكول لسلام محسوم اتفق عليه مسبقاً، وكانت مشاهده وفعالياته ثمرة حسمٍ قاده الزعيمان دونالد ترامب وعبدالفتاح السيسي.
ثانيهما، أن السياسات المصرية تؤمن ببناء المستقبل بخطواتٍ ثابتة ومدروسة، فكما صنع السادات سلاماً للعرب بالأمس، يجدد السيسي إرادة السلام اليوم، مؤمناً بأن الدول العظمى تحترم الزعامات القوية التي تمزج بين الحزم والعقلانية، وهو ما يجسده الرئيس السيسي رجل القوة وضبط النفس وفن الممكن.
أما الغريب في المشهد، فهو أن قرار السلام كان محسوماً قبل القمة والتوقيع، بهدف حقن الدماء ووقف نزيف المنطقة، إلا أن بعض الهزليين والمأزومين فرّوا من جديّة المشهد إلى سخافات التفسيرات وعبث التحليلات، محاولين عبثاً حرق الأرض تحت أقدام صُنّاع السلام.
وكان الأجدر بهؤلاء الرافضين أن ينحازوا إلى إرادة الشعوب وصنّاع السلام، وأن يتأملوا النتائج لا الأوهام، فالقادة والزعماء الذين حضروا القمة أرادوا توثيق لحظة تاريخية في مسار صناعة السلام وكبح مؤامرة التهجير، وصياغة اتفاقٍ عالمي يُنهي واحدة من أعقد أزمات القرن.
لقد أثبتت قمة شرم الشيخ أن مصر كانت ولا تزال الدولة الأم والرائدة، القادرة على تحويل المستحيل إلى واقع، وصناعة السلام من بين أنقاض الحرب. فلا قيمة لأقوال المحبطين، ولا وزن لتحليلات المغرضين،
أمام مشهدٍ كتب فيه الزعيمان السيسي وترامب فصلاً جديداً من فصول السلام العربي، وفتحا غزة على مصراعيها للعبور نحو الأمل والحرية، لا للهروب والتهجير، تحت أنظار العالم كله، الذي شهد كيف تنتصر إرادة الخير على مكائد الشر.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المري وشهدائنا الابرار