بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار: مصر توقف نزيف غزة وتنتصر للإنسانية

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية

بقلم | حسن النجار 

بعد عامين من الدم والنار والخراب والدمار، نجحت مصر العظيمة في أن توقف نزيف الدم في غزة، وتضع حداً لحرب الإبادة الجماعية التي أطاحت بكل مقومات الحياة في القطاع. فمن خلال جهود دبلوماسية مكثفة وتحركات سياسية مدروسة،

تمكنت القاهرة من صدّ مخطط التهجير الذي استهدف تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، وتحويل معاناة الشعب الفلسطيني إلى أزمة إنسانية بلا أفق.

ورغم الضغوط الخارجية الهائلة والحروب الاقتصادية الشرسة، تمسكت مصر بثوابتها الوطنية والعربية، ورفضت المساومة على الحق الفلسطيني.

واجهت حروب الجيل الرابع وحملات ممنهجة من الشائعات لتشويه دورها واتهامها بالخيانة أو التواطؤ، عبر لجان إلكترونية مدفوعة الأجر هدفت للنيل من مكانتها ودورها الإقليمي.

وأثبتت مصر، رغم كل تلك التحديات، أنها قلب الأمة النابض، فجمعت ملوك ورؤساء العالم في شرم الشيخ تحت راية واحدة: “وقف إطلاق النار في غزة“. فرضت بثقلها الدولي وسياستها الحكيمة عودة الدور المصري كضامن للسلام، وحارس للقضية الفلسطينية، وسند للشعوب العربية في مواجهة العدوان.

وفور إعلان وقف إطلاق النار، لم تتأخر مصر في مدّ يد العون لأهالي غزة، فأعادت تسيير القوافل الإنسانية والإغاثية التي تحمل الغذاء والدواء والأمل. وكان التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في مقدمة الصفوف، حيث جهّز القافلة الثانية عشرة التي انطلقت من أرض مصر محملة بـ 200 شاحنة تضم أكثر من 4 آلاف طن من المساعدات الإنسانية.

وتنوّعت المساعدات بين المواد الغذائية والدقيق والأغطية ومستلزمات النظافة والخيام، جرى إعدادها وفقاً للاحتياجات الفعلية على الأرض، وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية لضمان سرعة وسلامة الوصول إلى المستحقين.

هذه الجهود جاءت امتداداً لمسيرة إنسانية طويلة بدأت فور اندلاع الأزمة، تؤكد أن مصر لا تتحرك بدافع السياسة فقط، بل انطلاقاً من دورها الإنساني ومسؤوليتها التاريخية تجاه أشقائها العرب.

لقد تجسّد التضامن المصري في أبهى صوره من خلال آلاف المتطوعين في المحافظات المختلفة الذين شاركوا في جمع وتعبئة المساعدات، تأكيداً بأن التكافل والعطاء ليسا شعارات بل قيم متجذرة في وجدان المصريين. فـ”قافلة دعم غزةليست مجرد شاحنات إغاثية،

بل رسالة متجددة بأن مصر كانت وما زالت صمام الأمان للقضية الفلسطينية، وجسر الرحمة بين الشعوب، وامتداد لجسر الإغاثة المصري المتواصل الذي يعبر عن موقف ثابت وواضح: لا تهاون في نصرة المظلوم ولا مساومة على كرامة الشعوب العربية.

وأثبتت مصر من جديد أنها تتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف، ولا تعرف سوى طريق الدولة القوية التي تحفظ كرامتها وتدافع عن أشقائها، وتظل دوماً عنواناً للسلام والإنسانية والقوة.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها.

تحرص جريدة الوطن اليوم، برئاسة الكاتب الصحفي حسن النجار، على تقديم مقالات هادفة تسلط الضوء على القضايا الوطنية والقومية، وتعمل على توعية الشعب المصري والعربي بمجريات الأحداث بوعي وصدق ومسؤولية إعلامية.

كما تؤكد على أهمية تحليل المواقف بعمق ورؤية وطنية، بعيداً عن التضليل أو الانفعال، لتبقى منبراً للتنوير والفكر المسؤول الذي يرسخ قيم الانتماء والولاء للوطن، ويدافع عن الحقيقة في زمن يسوده التشويه الإعلامي والتزييف السياسي.

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى