بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار .. من شرم الشيخ.. مصر تصنع السلام وتكتب التاريخ من جديد 

المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية

بقلم | حسن النجار 

في لحظةٍ فارقةٍ من تاريخ المنطقة، سطّرت مصر إنجازًا وطنيًا وعربيًا وعالميًا من قلب مدينة السلام شرم الشيخ، حين نجحت في إبرام اتفاق إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لتعيد للعالم بأسره إدراك قيمة الموقف المصري الثابت والشريف الذي لم يتبدل لحظة واحدة منذ اندلاع العدوان. 

لقد أثبتت مصر أنها الدولة التي لا تساوم على شرفها الوطني، وأنها تقود المنطقة بالحكمة لا بالصوت العالي، وبالعقل لا بالشعارات، وبالثقة التي تستند إلى قوة راسخة وبنيان وطني صلب. 

هذا الإنجاز التاريخي لا يجب أن يمر مرور الكرام، بل يستحق أن نحتفل به، لأنه يعكس ما وصلت إليه الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من قوةٍ وتأثيرٍ ومكانةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ رائدة، بعدما كانت قبل عام 2014 على حافة الانهيار. 

🔹 مصر.. موقف لا يُشترى ولا يُباع 

ماذا لو وافقت مصر على مخطط التهجير وفتحت حدودها لاستقبال الفلسطينيين؟ 

هل كانت ستبقى هناك قضية فلسطينية أو أرض تحمل اسم فلسطين؟ 

هل كان الفلسطينيون سيعودون يومًا إلى ديارهم؟ 

الأسئلة الافتراضية تكشف لنا الحقيقة كاملة: 

لولا موقف مصر الرافض القاطع لمخططات التهجير والإغراءات السخية — من أموال واستثمارات وعروضٍ لإسقاط الديون — لكانت فلسطين اليوم صفحةً من الماضي. 

لكن مصر، بقيادتها الحكيمة، أغلقت كل الأبواب أمام هذا المخطط، وأفشلت أخطر مشروع لتصفية القضية الفلسطينية في العصر الحديث. 

🔹 السيسي.. زعيم استثنائي وقائد يكتب التاريخ 

لقد قدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي درسًا في القيادة المسؤولة، وأثبت أن الزعامة الحقيقية ليست في استعراض القوة، بل في القدرة على تحقيق السلام من موقع القوة. 

لقد بنى الرئيس السيسي معادلة فريدة تجمع بين الحق والعدل والشرف والإنسانية، لتصبح مصر نموذجًا عالميًا في إدارة الأزمات بالثقة والحكمة، لا بالصخب أو العنف أو المزايدات. 

ومع صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، تجلت الملحمة المصرية – الفلسطينية المشتركة التي أجهضت المخطط وأوقفت الحرب وأعادت الأمل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. 

🔹 العالم يُحيّي مصر.. وأمريكا تعترف بقوة القاهرة 

ولم يكن هذا الدور المصري العظيم ليغيب عن أعين العالم، إذ توالت رسائل الشكر والتقدير الأمريكية والدولية للرئيس السيسي وقيادة مصر. 

فمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وزير خارجيته ماركو روبيو، ومرورًا بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكون ومستشاره جاريد كوشنر، أجمع العالم على أن مصر هي الدولة التي تصنع السلام لأنها تملك القوة والإرادة. 

لقد جاءت قمة شرم الشيخ للسلام برئاسة الرئيسين السيسي وترامب، وبمشاركة أكثر من عشرين دولة، لتكون محطة فاصلة في مسيرة الجمهورية الجديدة، وتأكيدًا على أن مصر الجديدة تقود المنطقة نحو الاستقرار والنهضة والسلام. 

🔹 مصر الجديدة.. من حافة السقوط إلى صدارة العالم 

هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة، بل ثمرة 12 عامًا من البناء الشامل للدولة المصرية الحديثة، دولة وُلدت من رحم التحديات لتصبح اليوم اللاعب الرئيسي في معادلة الشرق الأوسط، وصاحبة الكلمة المسموعة في قضايا الأمن والسلام. 

مصر التي كانت تُحارب الإرهاب وتُرمم مؤسساتها قبل عقد من الزمان، أصبحت اليوم منارة الاستقرار وصانعة التاريخ. 

ولولا رؤيتها الواعية وإصرار قيادتها، ما وصلت المنطقة إلى هذه اللحظة الفاصلة من السلام العادل، وما كانت لتُكتب من جديد صفحة مشرقة باسم “مصر العظمى”. 

🔹 الخلاصة 

إن قمة شرم الشيخ للسلام ليست مجرد حدث سياسي، بل نقطة تحول في مسيرة مصر الحديثة ورسالةٌ واضحةٌ للعالم بأن مصر لا تكتفي بدور المشاهد، بل تكتب التاريخ بيديها. 

لقد فرضت القاهرة إرادة السلام بقوة القانون والشرعية والعدل، وحمت القضية الفلسطينية من الاندثار، وأثبتت أن الشرق الأوسط بلا مصر لا يمكن أن ينهض ولا أن يتوازن. 

وهكذا، من مدينة السلام شرم الشيخ، أعلنت مصر أن القيادة قوة، والحكمة شجاعة، والوطنية شرف لا يُقدّر بثمن. 

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار ؟ 

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى