بقلم حسن النجار: الاهتمام بالمواطن أولويات الجمهورية الجديدة
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم عضو المكتب الفني للشؤون السياسية
بقلم: حسن النجار
يشير الحديث عن «الجمهورية الجديدة» إلى واقع يتجاوز مجرد ترديد المصطلحات أو الاكتفاء بالشعارات، إذ يعكس منظورًا أشمل لمرحلة تتطلب إجابات واضحة عن أسئلة حاضرة بقوة على الساحة المصرية.
فالتطورات التكنولوجية والتحولات السياسية العالمية تفرض على الحكومات والمجالس النيابية أسلوبًا جديدًا يعتمد على سرعة الاستجابة، ودقة التنبؤ، وقراءة ردود فعل الرأي العام ودرجة رضاه عن السياسات والإجراءات.
المواطن اليوم لم يعد متلقيًا سلبيًا؛ فهو يتابع ما يدور داخليًا وإقليميًا ودوليًا، ويقرأ ويتفاعل مع ما يُطرح عبر المنصات المختلفة، ويميز بين المعلومة والشائعة، وبين الجدية والتهويل.
وإذا كانت التجارب السابقة قد أثبتت وعي المصريين وحرصهم على استقرار الدولة، فإن هذا المواطن ذاته ينتظر تعاملًا مماثلًا في الجدية والاهتمام عند صياغة البرامج والسياسات.
من يمثلون الشعب، سواء في الحكومة أو البرلمان، مطالبون بأن يكونوا على مستوى هذا الوعي، وأن يعملوا لصالح حاضر المواطن ومستقبله، خاصة فى الملفات الأكثر التصاقًا بحياته،
مثل الإسكان والرعاية الصحية وانعكاسات معدلات النمو على الأسعار. ويتطلب ذلك رقابة فعالة على الأسواق، واستجابة مباشرة لتراجع سعر الدولار أمام الجنيه بما ينعكس على الأسعار بشكل حقيقى.
ولا يزال ملف الإسكان واحدًا من أكثر الملفات وضوحًا وحساسية؛ إذ يحتاج إلى مراجعة شاملة تقلل التوسع فى المشروعات الفاخرة والتركيز على الإسكان المتوسط، بما يتوافق مع قدرات الطبقة الوسطى والشباب،
تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوفير مسكن مناسب لكل مواطن وفق إمكاناته. فالمواطن بحاجة إلى وحدات واقعية لا إلى مشروعات بملايين الجنيهات تبقى بعيدة عن متناول الأغلبية.
ويترقب الشارع أدوارًا أكبر لكل من الحكومة والبرلمان والأحزاب، تفتح أمامه آفاقًا أوسع للمستقبل، وتوفر سياسات تشجع على العمل وتضمن تكافؤ الفرص، وبرلمانًا يمارس دوره التشريعى والرقابى بفاعلية ويتحدث بصوت الشعب.
كما يمثل الحوار الوطنى، الذى انطلق بدعوة من الرئيس فى أبريل 2022 واستمر أكثر من عامين، كنزًا من التوصيات والرؤى التى شارك فى صياغتها خبراء وممثلون من مختلف الاتجاهات. تلك المخرجات تمثل حلولًا جاهزة يمكن للحكومة الاستفادة منها فى تطوير سياساتها، إلى جانب أهمية قياس رضا الجمهور عبر استطلاعات مركز المعلومات ومتابعة ردود فعل المواطنين على منصات التواصل.
إن بناء «الجمهورية الجديدة» لن يتحقق إلا بسياسات تستمع إلى الناس، وتخاطب احتياجات أغلبية المصريين، وتضع الطبقة الوسطى في قلب الأولويات، ليشعر المواطن بأنه شريك حقيقي في مستقبل وطنه.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار




