بقلم حسن النجار: رسالة في بناء الديمقراطية وتشجيع ممارستها بين الأجيال القادمة
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية
بقلم : حسن النجار
بعيدًا عن ثقافة الحشد وصناعة الكتل التصويتية، وبعيدًا عن حسابات من سيفوز في انتخابات البرلمان 2025، يبقى الأهم هو العمل على ترسيخ قيم الديمقراطية وتشجيع ممارستها بين الأجيال القادمة.
فهذه الرسالة مسؤولية وطنية وواجب قومي على كل فرد، وهي جزء أصيل من بناء الإنسان وتعزيز مسارات الحرية في مجتمع يسعى إلى مستقبل أكثر وعيًا.
إن تشجيع المشاركة السياسية هو الدرس الأول والعملي في التجربة الديمقراطية، فالانتخابات والاستحقاقات الدستورية تمثل الاحتكاك المباشر بالممارسة السياسية وتمنح المواطنين الخبرة اللازمة لاتخاذ القرارات السليمة، والمساهمة الفعّالة في مناقشة قضايا الوطن والبحث عن حلول حقيقية لها.
ولهذا فإن كل من يتولى دورًا في إدارة المشهد الانتخابي مطالب بأن يدرك أن رسالته الأساسية ليست فقط تنظيم العملية، بل نشر الوعي ونبذ التعصب ومحاربة الشائعات التي تمس حرية التعبير وتهدد السلم الاجتماعي.
إن مثل هذه الممارسات السلبية تخلق بيئة خصبة للفساد، وتُبعد أصحاب الخبرة والكفاءات عن المشاركة، وتحرم الوطن من قيمة مضافة تعزز قدراته وإمكاناته البشرية. ولذلك فإن إدراك هذه الرسائل ضرورة ملحة ونحن نعيش استحقاقًا دستوريًا مهمًا، ليس حدثًا عابرًا، بل محطة فارقة في مسار الشعوب التي تسعى لبناء مستقبلها بإرادة واعية.
واليوم، نحن أمام واجب وطني يستلزم المشاركة بكل صدق وقوة، بعيدًا عن التردد واللامبالاة. فالمشاركة الفاعلة في الانتخابات هي السبيل الوحيد لضمان الإصلاح والتغيير، وهي حق دستوري يمارسه المواطن من أجل حماية الوطن من هيمنة أصحاب المصالح الخاصة.
والامتناع عن التصويت ليس حيادًا، بل ضوء أخضر يُمنح للفاسدين كي يسيطروا على المشهد ويحققوا مكاسب لا يستحقونها.
من هنا، فإن على المرشحين أن يجعلوا من تشجيع الناخبين على التوجه لصناديق الاقتراع رسالتهم الأولى، فالشرعية الحقيقية مصدرها الناس، وكلما ارتفعت نسبة المشاركة، ازدادت قوة القرار وصلابته.
إن التنافس الشريف هو الطريق الأمثل لبناء تجربة ديمقراطية ناضجة، والانتخابات مسؤولية الجميع. وفوز أي طرف لا يمثل نهاية الطريق، بل هو بداية لمرحلة جديدة عنوانها: خدمة المواطنين وبناء الوطن.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار




