بقلم حسن النجار .. مصر تبهر العالم بثلاثية التاريخ والسلام والشراكة
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية
بقلم | حسن النجار
بخُطى واثقة ورؤية ثاقبة، تمضي مصر الجديدة نحو المستقبل، مجددة شبابها ومُبهرةً العالم بإنجازات متلاحقة تُعيد رسم خريطتها الإقليمية والدولية، لتؤكد أنها دولة رائدة في المنطقة ومحط أنظار العالم أجمع، قادرة على أداء أدوارها المتعددة بالكفاءة ذاتها على كل الأصعدة.
وخلال أقل من عشرين يومًا فقط، نجحت الدولة المصرية في عبور ثلاث محطات كبرى أضافت لتاريخها صفحاتٍ مضيئة؛ بدأت بـ قمة السلام بمدينة شرم الشيخ في 13 أكتوبر،
والتي جسدت ريادة مصر في قيادة جهود السلام وإنهاء الصراعات بالمنطقة، مرورًا بـ القمة التاريخية المصرية – الأوروبية في بروكسل في 22 أكتوبر، التي دشّنت مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي،
وصولًا إلى الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير بالجيزة، الذي يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل خلاصة مجد المصريين عبر العصور.
- حدث استثنائي يليق بعظمة مصر
يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير أبرز حدث ثقافي عالمي في القرن الحادي والعشرين، بمشاركة 79 وفدًا رسميًا بينهم 39 زعيمًا وملكًا ورئيس حكومة، إلى جانب أكثر من 450 مراسلًا دوليًا يمثلون 180 وسيلة إعلامية من مختلف دول العالم.
هذا الحضور الدولي يعكس مكانة مصر الثقافية والإنسانية الفريدة، وقدرتها على أن تكون مركزًا عالميًا للتنوير والحضارة، كما يؤكد اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية ودورها في صياغة الوعي الإنساني منذ فجر التاريخ.
- فرحة العالم بإنجاز المصريين
تجلت فرحة العالم بمصر في كلمات التهاني التي انهالت من القادة والملوك والسفراء، الذين وصفوا الحدث بأنه “وسام على صدر كل مصري”، وفخر لكل عربي. كما شارك المواطنون العرب فرحتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنشر صورهم بالزي الفرعوني بتقنيات الذكاء الاصطناعي،
في مشهدٍ يعبّر عن عمق الحب والانتماء لمصر. وانتقلت مظاهر الفخر إلى “واتساب” حيث امتلأت الرسائل من الأصدقاء في مختلف الدول بعبارات الإعجاب والانبهار، مؤكدين أن مصر ما زالت تبهر العالم بعطائها المتجدد وحضارتها الخالدة.
- مصر تصنع السلام وتقود التنمية
لم يكن افتتاح المتحف إلا حلقة في سلسلة من النجاحات السياسية والدبلوماسية المتتابعة، إذ سبقه مؤتمر السلام بشرم الشيخ الذي جمع قادة 30 دولة لبحث مسارات إنهاء الصراعات،
مؤكدًا أن القاهرة باتت بوابة القرار الإقليمي وركيزة الأمن في الشرق الأوسط. ثم جاءت قمة بروكسل التاريخية لتكرّس مصر كشريك لا غنى عنه في معادلة الأمن والتنمية، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لحقوق مصر المائية، ورفضه لأي إجراءات أحادية تهدد استقرار المنطقة.
- مكاسب سياسية واقتصادية غير مسبوقة
على الصعيد الاقتصادي، أسفرت القمة المصرية الأوروبية عن إطلاق مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي تشمل مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة، الأمن الغذائي، التحول الأخضر،
والتغير المناخي. كما تم الإعلان عن حزمة دعم مالي بقيمة 7.4 مليار يورو حتى عام 2027، لتعزيز التنمية والتكامل الاقتصادي، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم الاستثمارية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة الاتحاد الأوروبي.
- مصر.. مفاجأة العالم الدائمة
من السلام إلى الشراكة إلى الحضارة، تثبت مصر يومًا بعد يوم أنها الدولة التي لا تُتوقع، وأنها قادرة على صياغة مستقبلها بإرادة لا تلين وعزيمة لا تنكسر. وكما قال أحد الدبلوماسيين الأتراك في وصف الدور المصري: “لولا مصر ما كان لاتفاق السلام في غزة أن يتم”، فإن كلمات العالم تؤكد أن مصر لا تصنع الأحداث فحسب، بل تصنع التاريخ ذاته.
وتبقى الحقيقة الخالدة التي تهمس في قلوبنا جميعًا:تحيا مصر.. جاءت مصر ثم جاء التاريخ.




