جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي يؤكد دعم غزة ورسائل إنسانية عبر مباراة كتالونيا
خالد شريف
واصل المدرب الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، التعبير عن مواقفه المنتقدة لما يتعرّض له الفلسطينيون في قطاع غزة، مستفيداً من الاهتمام الكبير المحيط بالمباراة الودية التي تجمع منتخب كتالونيا بنظيره الفلسطيني، الثلاثاء، على ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي” في برشلونة.
وتحمل المواجهة رمزية خاصة، نظراً للدعم السياسي والرياضي المرافق لتنظيمها، وكان في مقدمة هذا الدعم جوارديولا، ابن إقليم كتالونيا، الذي دعا الجماهير لملء مدرجات الملعب تعبيراً عن التضامن.
وقال جوارديولا في مقابلة مع “راديو كتالونيا” إن المباراة “تتجاوز كونها حدثاً رياضياً”، مضيفاً: “هذه المواجهة تحمل رسالة إنسانية بالدرجة الأولى. الفلسطينيون يجب أن يشعروا أن هناك من يراهم ويفكر بهم في هذا العالم”.

ووجّه مدرب برشلونة الأسبق انتقاداً حاداً لصمت المجتمع الدولي، موضحاً: “لقد تُرك الفلسطينيون وحدهم. لم نفعل شيئاً لإيقاف ما يحدث. ليس ذنبهم أنهم ولدوا هناك. العالم منح إسرائيل مساحة لتدمير شعب بأكمله، والضرر الواقع اليوم لا يمكن إصلاحه.”
وتابع جوارديولا حديثه قائلاً: “لا يمكن تخيّل أي إنسان قادر على تبرير ما يحدث في غزة. يمكن أن يكون أطفالنا هم ضحايا هذه المجازر لمجرد أنهم وُلدوا في بقعة معينة من الأرض.”
وأضاف أن الرمزية التي تحملها مباراة كتالونيا وفلسطين يمكن أن تعزز الوعي العالمي بالقضية، قائلاً: “التضامن الرمزي مهم، لكن لا بد من خطوة تلامس المشاعر. كرة القدم هنا وسيلة للتعبير، وما نأمله هو أن يشعر الفلسطينيون ولو للحظة أننا قريبون منهم، وأن الملعب قادر على منحهم بعض الفرح”.
وفي ختام حديثه، تطرّق جوارديولا إلى علاقته بنادي برشلونة ورئيسه خوان لابورتا، مؤكداً أن ما يحدث من خلافات هو جزء طبيعي من “الصحة الديمقراطية” داخل النادي، قائلاً: “برشلونة نادٍ حيّ، يمتلك تاريخاً كبيراً وتنوعاً في الآراء، وهذه الحيوية هي ما تجعله أحد أكبر أندية العالم.”
وتحظى المباراة باهتمام إعلامي عالمي، حيث يرى محللون أن ظهور فلسطين في حدث كروي داخل مدينة بحجم برشلونة يمثل خطوة تعزز حضور القضية الفلسطينية في الوجدان الأوروبي. كما يعتبر كثيرون أن دعم شخصية رياضية بحجم جوارديولا،
المعروف بمواقفه الإنسانية، يضفي زخماً أكبر على الرسالة الموجهة للعالم، ويعكس قدرة الرياضة على تخطي الحدود السياسية وإيصال صوت الشعوب المتضررة إلى المنصات الدولية.



