عاجل : نتنياهو يصل واشنطن يحمل مطالب لبلادة .. هل يستجيب الكونجرس لمطالبه؟ 

0

كتب | محمد حجازى  

تقرير جريدة الوطن اليوم وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، محمّلا بملفات شائكة أبرزها الحرب على غزة، المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتوتر المتصاعد مع إيران.  

وبين ما يريده نتنياهو وما يستطيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديمه، تبرز خلافات جوهرية قد تعيق تحقيق أي تقدم حقيقي. 

رهانات نتنياهو بين التطبيع وإيران  

يواجه نتنياهو ضغوطا كبيرة من اليمين المتطرف، الذي يطالب بإنهاء أي جهود للتهدئة والعودة إلى التصعيد في غزة.  

وشدد عضو الكنيست إيتمار بن غفير على ضرورة أن يعود نتنياهو “بنصر كامل”، محددا معايير النصر باستئناف العمليات العسكرية ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحتى تشجيع الهجرة القسرية للفلسطينيين من القطاع.  

لكن في المقابل، يسعى نتنياهو لتحقيق إنجاز دبلوماسي يُسهم في بقائه السياسي، وأبرز أوراقه في هذا السياق هي التطبيع مع السعودية.  

غير أن العقبة أمامه تكمن في المطالب السعودية، التي وضعت شروطا واضحة تتعلق بالقضية الفلسطينية، ما يصطدم برفض اليمين الإسرائيلي لأي تنازلات للفلسطينيين.  

ترامب.. حسابات انتخابية ومواقف متقلبة  

أما ترامب، فرغم تحالفه التقليدي مع إسرائيل، إلا أن موقفه الحالي أكثر تعقيدا.  

ويرى الباحث في معهد ترومان للسلام روني شاكيد خلال حديثه لسكاي نيوز عربية أن “ترامب الحالي مختلف عن ترامب 2017، فهو يركز الآن على علاقاته مع السعودية بدلا من الانخراط في الصراع بغزة”.  

ويفسر هذا التوجه بحسب شاكيد لماذا لم يمنح ترامب حتى الآن دعما غير مشروط لنتنياهو في مطالبه.  

من جهة أخرى، لا يبدو أن ترامب متحمس لمواجهة مباشرة مع إيران، على عكس رغبة نتنياهو.  

فرغم حديثه المتكرر عن “ضرورة كبح نفوذ طهران”، إلا أن خطواته الفعلية تعكس ترددا في الانجرار نحو تصعيد عسكري قد يضر بمصالحه الانتخابية. 

هل تؤجل المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار؟  

تصاعد العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية يعكس نوايا تل أبيب في عرقلة أي تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق نار طويل الأمد.  

ورغم المساعي الدولية لإحياء المفاوضات، فإن غياب الثقة بين الأطراف يعقّد فرص نجاحها.  

ووفق شاكيد فإن “تحقيق شرق أوسط جديد يتطلب إعطاء الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين معا”، لكنه يعرب عن تشاؤمه بشأن إمكانية تحقيق ذلك في ظل القيادة الحالية.  

ويضيف أن “السلام مع السعودية والإمارات والأردن ومصر لا يكفي لتحقيق الاستقرار، إذ تبقى التحديات قائمة ما لم يتم التعامل مع القضية الفلسطينية بجدية” 

هل ينجو نتنياهو سياسيا؟  

إلى جانب التحديات الخارجية، يواجه نتنياهو أزمة داخلية غير مسبوقة، بين مظاهرات مستمرة ضده وضغوط من داخل حزبه نفسه.  

وحول ذلك، يرى شاكيد أن “إسرائيل بحاجة إلى قادة جدد يمتلكون رؤية مختلفة، بدلا من التركيز على الأمن والحروب المتكررة”.  

ومع حالته الصحية المتدهورة، والضغوط المتزايدة من اليمين المتطرف، يجد نتنياهو نفسه أمام خيار صعب: إما تقديم تنازلات قد تؤدي إلى انهيار تحالفه السياسي، أو الاستمرار في سياسة التصعيد التي قد تفاقم عزلته الدولية.  

ترامب.. صانع السلام أم مسبب للأزمات؟  

في ظل المشهد المعقد، يبقى دور ترامب محوريا، فرغم تقلباته السابقة، إلا أن نفوذه على إسرائيل ودول أخرى قد يسمح له بلعب دور في تحقيق تقدم سياسي.  

وهنا يشير شاكيد إلى أن ترامب “قد يكون قادرا على إحداث تغييرات كبيرة إذا تعاون مع الدول الأخرى، بما في ذلك إيران”، لكنه يشكك في استعداده الفعلي لذلك.  

وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد تحولا في مواقف ترامب ونتنياهو خلال هذه المرحلة، أم أن التعقيدات السياسية ستفرض واقعا جديدا يؤجل أي حلول جوهرية؟  

المشهد السياسي في واشنطن لا يحمل مؤشرات واضحة لحل قريب، إذ تظل التناقضات بين المصالح الأميركية والإسرائيلية عقبة رئيسية.  

وبينما يترقب العالم ما سيحدث في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، تبقى أعين الجميع على ترامب ونتنياهو، فهل ستُحسم الملفات العالقة أم أن التعقيدات ستستمر؟ 

اترك تعليق