غارة إسرائيلية تقتل 3 بالسويداء.. وجنبلاط يرفض تدويل حماية دروز سوريا 

0 131

كتبت | مني السباعى 

قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في غارة نفذتها طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، استهدفت أهدافاً أرضية قرب مدينة السويداء جنوبي سوريا، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.

وذكرت مصادر محلية أن الضربة طالت وحدات أمنية تابعة للسلطات السورية الجديدة، كانت متمركزة في منطقة كناكر، ضمن عمليات لإعادة السيطرة على محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، بعد الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

في السياق، أكد الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، خلال اتصال مع النائب السابق فاروق الشرع، رفضه أي محاولات لفرض حماية دولية على الطائفة الدرزية في سوريا، داعياً إلى حلول داخلية تحافظ على وحدة البلاد.

 وفي تطور، أفادت مصادر لـ “جريدة الوطن اليوم، الجمعة، أن الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، غادر لبنان متوجها إلى دمشق. وفي وقت لاحق، التقى الشرع جنبلاط حول وضع الدروز. وأفادت مصادر لـ” جريدة الوطن اليوم رفض جنبلاط “مطالب البعض بالحماية الدولية للدروز”.

كما شدد جنبلاط للشرع على “ضرورة حصر السلاح بيد الدولة السورية”، ودعا إلى “تشكيل لجنة لمعرفة المتسببين وراء الأحداث الأخيرة بسوريا”.

وإلى ذلك، اعتبرت سوريا، الجمعة، القصف الإسرائيلي الأخير في دمشق “تصعيدا خطيرا” ضدها، بينما أعلنت إسرائيل شن غارة على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في العاصمة السورية، مجددة تحذيرها السلطة الانتقالية من تهديد الأقلية الدرزية، رغم عودة الهدوء بعد اشتباكات دامية تسببت بأكثر من 100 قتيل خلال يومين.

وجاء القصف الإسرائيلي، الجمعة، بعد ساعات من تأكيد المراجع الدينية والفصائل العسكرية الدرزية، الخميس، أنها “جزء لا يتجزأ” من سوريا التي ترفض “الانسلاخ” عنها، داعية السلطات إلى “تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة”.

وجاء التصعيد حيال الدروز بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول).

اشتباكات طائفية 

وشهدت سوريا هذا الأسبوع اشتباكات ذات طابع طائفي، وبدأت الاشتباكات ليل الإثنين في جرمانا ثم انتقلت في اليوم التالي الى صحنايا، وهما مدينتان تقطنهما غالبية درزية ومسيحية قرب دمشق. وامتد التوتر بشكل محدود إلى محافظة السويداء جنوبا.

وأوقعت الاشتباكات خلال يومين أكثر من 100 قتيل يتوزعون بين مسلحين دروز من جهة، وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة من جهة أخرى، إضافة إلى 11 مدنيا.

وبعد اتفاقي تهدئة بين ممثلين عن الدروز ومسؤولين حكوميين، انتشرت قوات الأمن في صحنايا، وعززت من إجراءاتها الأمنية ليل الخميس في محيط جرمانا، حيث نص الاتفاق وفق السلطات “على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري وزيادة انتشار قوات إدارة الأمن العام في المدينة”.

وأفاد مسؤول المتابعة لأمن ريف دمشق، محمّد حلاوة، خلال إشرافه على التعزيزات العسكرية، بتشكيل “طوق أمني حول المدينة للحفاظ عليها وعلى أهلها”، مؤكدا إصدار “توجيهات لعناصرنا وللإخوة الموجودين بعدم التعرض أو الإساءة لأي شخص كان”.

السويداء ترفض التقسيم 

في السويداء جنوبا، معقل دروز سوريا، أكدت المرجعيات الدينية والفصائل العسكرية إثر اجتماع موسع انها “جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد”، مضيفة “نرفض التقسيم او الانسلاخ أو الانفصال”.

وأرسلت السلطات تعزيزات عسكرية للانتشار في محيط المحافظة، فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، الجمعة، عن “بدء تفعيل إدارة الأمن العام في محافظة السويداء مع انتشار العناصر لحفظ الأمن وتعزيز استقرار المنطقة”.

وجاءت الخطوات نحو التهدئة بعد ساعات من تنديد الشيخ حكمت الهجري، أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، بـ”هجمة إبادة غير مبررة” ضد أبناء طائفته، مطالبا “وبشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري”.

وردت دمشق بالتنديد بطلب الحماية الدولية. وقال وزير الخارجية، أسعد الشيباني، إن “أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام”.وتعهدت السلطات الجديدة بحماية الطوائف كافة وسط مخاوف لدى الأقليات، في وقت يحثّ المجتمع الدولي على إشراك جميع المكونات في المرحلة الانتقالية.

اترك تعليق