ترامب يعود إلى الرياض بعد 8 سنوات.. خليج جديد وصياغة مختلفة للمنطقة 

ترامب يعود إلى الرياض بعد 8 سنوات.. خليج جديد وصياغة مختلفة للمنطقة 
ترامب يعود إلى الرياض بعد 8 سنوات.. خليج جديد وصياغة مختلفة للمنطقة 

كتبت | عزة كمال   

بعد ثماني سنوات من زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية في عام 2017، يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض مجددًا في أولى زياراته الخارجية خلال ولايته الثانية، وسط مشهد سياسي واقتصادي متغير كليًا، وتحولات استراتيجية جعلت من منطقة الخليج لاعبًا رئيسيًا في السياسات الدولية، لا مجرد حليف نفطي تقليدي.

من زيارة أولى مليئة بالتساؤلات إلى تحالف أكثر نضجًا  

زيارة ترامب الأولى، التي افتتح بها ولايته الرئاسية الأولى، حملت آنذاك رسائل رمزية عن قوة الشراكة بين واشنطن والرياض، لكن زيارته الثانية تأتي اليوم مع متغيرات جعلت من المملكة نموذجًا إقليميًا في التنمية والتحول الاقتصادي، حيث باتت شريكة لا غنى عنها في صياغة مستقبل المنطقة.

رؤية 2030 تتحقق على أرض الواقع  

في 2017، كانت “رؤية السعودية 2030” لا تزال في بداياتها، واليوم، تشير تقارير دولية – من بينها مؤسسة كارنيغي – إلى أن الرؤية حققت أكثر من 93% من مستهدفاتها حتى الآن، خصوصًا في مجالات خفض الاعتماد على النفط، وزيادة الإيرادات غير النفطية، وتطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة.

أبرز تلك الإنجازات تشمل إنشاء أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم، وتسجيل شركة أرامكو في الأسواق العالمية، وصعود صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى مصاف كبرى الصناديق السيادية المؤثرة عالميًا.

الخليج.. من خزان نفطي إلى مركز هندسة المستقبل  

يعود ترامب اليوم إلى خليج بات يصدر الطاقة الشمسية، ويقود نماذج مدن المستقبل مثل “نيوم”، كما أصبح شريكًا محوريًا في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، في ظل انسحاب بعض القوى الغربية من المنطقة بسبب التحديات الجيوسياسية.

المعادلات السياسية تتبدل.. والسعودية حجر الأساس  

في زيارته الأولى، واجه ترامب منطقة تعج بالصراعات، وكانت إيران حينها تتفاخر بنفوذها الإقليمي، أما اليوم، فالوضع مغاير؛ طهران تبحث عن التهدئة، وتفاوض من جديد، والحل السياسي لأزمات المنطقة يمر عبر بوابة الرياض.

السعودية، التي رفضت في كل بياناتها أنصاف الحلول في القضية الفلسطينية، تؤكد اليوم أنها طرف لا غنى عنه في أي صفقة سلام شاملة. المنطقة تتغير، والمصالح تتقدم على الإيديولوجيات، والشباب والمرأة باتوا في مقدمة مشهد التغيير.

ترامب يعود إلى شرق أوسط جديد… مختلف، حيوي، ومؤثر  

زيارة ترامب الثانية ليست تكرارًا للأولى، بل تعكس واقعًا جديدًا؛ خليجًا أكثر تنوعًا، واقتصادات تكنولوجية، وتحالفات مبنية على المصالح لا الإملاءات. الخليج، كما قال ترامب في أحد تصريحاته، “لم يعد مجرد مستهلك… بل شريك في صناعة القرار”.

معلومات عن الكاتب

بواسطة حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

اترك تعليقاً