بعد حذف أغانى أحمد عامر.. الغناء بين الحلال والحرام فى ميزان العلماء
بعد حذف أغانى أحمد عامر.. الغناء بين الحلال والحرام فى الإسلام
كتبت | هدي سالم
أعاد الجدل حول مشروعية الغناء فرض نفسه بقوة، بعد وفاة المطرب الشعبي أحمد عامر، وما تبعه من قيام عدد من زملائه بحذف أغانيه، ومطالبتهم شركات الإنتاج والجمهور باتخاذ نفس الخطوة، في موقف أثار تساؤلات دينية وفنية عديدة.
المثير في هذا الجدل أنه لم ينطلق من فتوى أو رأي شرعي حديث، بل جاء على لسان مطربين لا يزالون يقدمون نفس نوعية الأغاني التي دعوا إلى حذفها، ما فتح باباً واسعاً للنقاش حول ما إذا كان الغناء في ذاته حرامًا، أم أن الحكم يتوقف على نوعية الكلمات والمحتوى الفني.
وبعيداً عن الأصوات المتشددة، يعود إلى السطح ما قاله العالمان الجليلان الشيخ محمد الغزالي والشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، بشأن الغناء، وهو ما كشفته الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام – ابنة الشيخ محمود خليل الحصري – في أحد حواراتها السابقة.
قالت ياسمين إنها استشارت كبار العلماء قبل دخولها عالم الغناء، وعلى رأسهم الشيخان الغزالي وعبد الحليم محمود، وأجمعا على أن: “الغناء كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح”، وهو ما يعنى أن الحكم لا يُطلق على الغناء كفن بحد ذاته، بل على مضمونه وأهدافه.
وأضافت أن الشيخ عبد الحليم محمود أوصاها بغناء أشعار العالم الصوفي شهاب الدين السهروردي، لكنها تأسفت لأنها لم تنفذ وصيته رغم قيمتها الروحية العالية.
هذا الرأي المعتدل الذي تبناه عالمان كبيران في الأزهر، يعكس رؤية وسطية تعتبر الغناء وسيلة، يمكن أن تكون نبيلة وراقية إذا ما اقترنت بكلمات هادفة ومضمون سامٍ، ويمكن أن تتحول إلى أداة لهو ضار إن انحدرت مضامينها.
وبينما يستمر الجدل، تظل كلمات الغزالي وعبد الحليم محمود مرجعية هادئة في زمن تتعدد فيه الأصوات، وتختلف فيه المقاييس.