قمة بوتين وترامب المرتقبة: آمال سلام تواجه شروطاً روسية صارمة 

الشؤون السياسية الدولية – كتبت | عزة كمال  

مع اقتراب القمة المقررة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، تتصاعد التوقعات والقلق في آن واحد، وسط تمسك موسكو وكييف بمواقفهما التفاوضية، وتحذيرات من أن بوتين قد يستغل اللقاء للضغط على أوكرانيا لقبول اتفاق لا يخدم مصالحها، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”. 

وأشارت الوكالة إلى أن بوتين لا يزال متمسكاً بمطالبه المتشددة منذ بداية الحرب، معتبراً القمة فرصة للتوصل إلى اتفاق شامل، لا يقتصر على تثبيت المكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا، بل يشمل منع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وإبعاد أي وجود عسكري غربي عن أراضيها، بما يعيدها تدريجياً إلى دائرة النفوذ الروسي. 

وترى موسكو أن عامل الوقت في صالحها، خاصة مع الإرهاق الذي تعانيه القوات الأوكرانية وضعف تسليحها في مواجهة التقدم الروسي على جبهات عدة بطول أكثر من ألف كيلومتر، إضافة إلى القصف المكثف بالصواريخ والطائرات المسيّرة. 

من جانبه، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موافقة مبدئية على وقف إطلاق النار الذي اقترحه ترمب، لكنه رفض التخلي عن هدف بلاده في الانضمام للناتو أو الاعتراف بضم روسيا لأي مناطق أوكرانية. 

وخلال محادثات إسطنبول في يونيو الماضي، عرضت روسيا خيارين لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً: 

الأول، انسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، وهي المناطق التي أعلنت موسكو ضمها في 2022 دون سيطرة كاملة عليها. 

الثاني، “اتفاق شامل” يتضمن وقف التعبئة العسكرية، وتجميد تسليم الأسلحة الغربية، ومنع القوات الأجنبية، ورفع الأحكام العرفية، وإجراء انتخابات، وصولاً لتوقيع معاهدة سلام تعترف بضم القرم والمناطق الأربع الأخرى. 

وتشترط موسكو أيضاً إعلان حياد أوكرانيا، وتقليص حجم جيشها، والاعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية مساوية للأوكرانية. وفي إشارة إلى استعداده المحتمل لاتفاق قريب، أجرى بوتين اتصالات مع قادة الصين والهند وجنوب إفريقيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق لإطلاعهم على التطورات. 

وقالت الباحثة تاتيانا ستانوفايا من مركز كارنيجي لروسيا وأوراسيا إن بوتين لن يتنازل عن أهدافه الجوهرية، معتبرة أن أي صياغة جديدة لشروطه ما هي إلا محاولة لإظهار مرونة شكلية، بينما المضمون هو استسلام أوكرانيا. 

وأضافت أن لقاء بوتين وزيلينسكي قد يحدث فقط إذا تم الاتفاق مسبقاً على جدول أعمال ونتائج محددة، وهو أمر “يصعب تخيله”، مرجحة فشل المساعي الجديدة للسلام، ما يعني استمرار الصراع بين جولات من الحرب المفتوحة وأخرى من التوتر المتصاعد في المستقبل القريب.