حسن النجار يكتب.. علي المصيلحي وزير التموين السابق أيقونة العمل العام.. رحل بعد مسيرة وطنية حافلة بالعطاء والإنجازات.. ملفات الحماية الاجتماعية تصدرت اهتماماته ومسقط رأسه سر حبه للعمل الاجتماعي
كتب| حسن النجار
رحل الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق ووزير التضامن الاجتماعي الأسبق، بعد مسيرة وطنية ثرية بالعطاء والإنجازات امتدت لعقود في خدمة الوطن والمواطن.
وتقام مراسم صلاة الجنازة على جثمان الفقيد غدًا الأربعاء عقب صلاة الظهر بمسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر، فيما تتلقى الأسرة العزاء بعد غد الخميس بدار مناسبات الشرطة بـ6 أكتوبر.
خلال مسيرته، لعب المصيلحي دورًا بارزًا في تطوير منظومة الحماية الاجتماعية، من خلال تعزيز المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية، وتطوير شركات إنتاج السكر وزيوت الطعام، ووضع حجر الأساس لأكبر مشروع قومي لإنشاء مستودعات استراتيجية للمنتجات الغذائية بأحدث تقنيات التخزين،
بما يضمن سلامة وجودة السلع. كما أسهم في تطوير منظومة حماية المستهلك وإطلاق العديد من المشروعات التجارية والخدمية الكبرى.

ارتبطت صداقة شخصية بيني وبين الدكتور علي المصيلحي على مدار أكثر من 17 عامًا، واستمرت حتى بعد مغادرته وزارة التموين منتصف العام الماضي 2024. كان دائم التواصل والمحبة، لا يتردد في إرسال التحية لكل زملائه وأصدقائه، مرددًا عبارته المحببة: “سلملي يا حسن على كل الأحبة والأصدقاء”.
أتذكر مواقفه الإنسانية حين كنت أعرض عليه مشكلة أو طلبًا لمواطن؛ فكان يسارع بالتواصل المباشر مع المسؤول المختص لإصدار تعليمات عاجلة لحلها.
كما لا أنسى اتصاله بي منذ قرابة ثلاثة اعوام لتهنئتي بتولي منصب رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم، قائلًا: “مبروك.. تستحقها بجدارة.. أنت نموذج جيد يا حسن وده كلامي من زمان.. وخليك فاكر ده كويس”. وكان دائمًا ينتصر للحق والمصداقية، حتى لو كان الخلاف مع أحد المسؤولين في وزارته.
واجه المصيلحي المرض الخبيث بشجاعة المقاتل لعدة أشهر، محافظًا على ابتسامته حتى آخر لقاءاته، ومؤكدًا لمحبيه استعداده لخدمتهم متى احتاجوا. كان عاشقًا للعمل العام، مدافعًا عن حقوق الفئات الأكثر احتياجًا ومحدودي الدخل،
منذ توليه وزارة التضامن قبل ثورة يناير، مرورًا بعودته للحكومة عام 2017 وزيرًا للتموين، حيث استكمل مسيرة تطوير منظومة الدعم التمويني، وتعزيز مخزون السلع الاستراتيجية، والتوسع في المشروع القومي للصوامع للحفاظ على القمح المخصص للخبز البلدي المدعم.
كما أسهم في تطوير منظومة حج الجمعيات الأهلية، وكان صاحب فكرة إنشاء المؤسسة القومية لتيسير الحج والعمرة بوزارة التضامن، مع توحيد قواعد اختيار الحجاج ورفع جودة الإشراف والخدمات المقدمة، لتكون رحلة الحج تجربة مشرفة للمواطن المصري.
كذلك عمل على تطوير المشروعات الضمانية ومشروعات الأسر المنتجة، واستحداث أنظمة جديدة منها الكارت الذكي لملفات الحماية الاجتماعية، دعمًا لمبادئ العدالة والحماية.
ظل المصيلحي وفيًّا لأبناء مسقط رأسه في أبو كبير بمحافظة الشرقية، حيث كان يتواجد بينهم باستمرار، يستمع لطلباتهم ويسعى لحلها، ما جعله يفوز بعضوية مجلس النواب لعدة دورات متتالية.
وكان شديد الارتباط بأهالي دائرته، متواصلًا معهم أسبوعيًا، ليبقى اسمه رمزًا للعطاء والعمل العام.