بقلم حسن النجار : القوة العربية المشتركة وأمن المنطقة.. دعوة السيسي التي لم تُستجب
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية


بقلم | حسن النجار
في مارس 2015، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة تاريخية لتشكيل قوة عربية مشتركة تكون قادرة على حماية الأمن القومي العربي والتصدي للتحديات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة.
ورغم وضوح الرؤية وحجم التهديدات، لم تجد هذه الدعوة الصدى المطلوب، لتبقى مجرد مبادرة مؤجلة كان يمكن أن تغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط.
دعوة السيسي لتشكيل قوة عربية مشتركة
في القمة العربية بشرم الشيخ عام 2015، شدد الرئيس السيسي على أن تشكيل القوة العربية المشتركة لن ينتقص من سيادة أي دولة عربية، بل سيكون أداة لحماية الجميع من المخاطر المحدقة.
وأكد أن هذه القوة ستُعيد للعرب القدرة على الردع والدفاع عن مصالحهم بعيدًا عن التدخلات الأجنبية التي استنزفت مقدرات الأمة.

لماذا تجاهل العرب الدعوة؟
- رغم وضوح الرؤية، لم تتحول دعوة السيسي إلى واقع عملي، لأسباب أبرزها:
- تباين الحسابات السياسية بين الدول العربية.
- تغليب المصالح الضيقة على الأمن القومي العربي المشترك.
- تدخلات إقليمية ودولية عرقلت أي مشروع يوحد القرار العربي.
- الأمن القومي العربي بين التحديات والفرص
- اليوم، وبعد مرور عقد من الزمان تقريبًا على دعوة السيسي، تزداد التحديات:
- تصاعد التهديدات الإرهابية.
- التدخلات الأجنبية في المنطقة.
- النزاعات المسلحة التي تعصف بعدة دول عربية.
لو كانت القوة العربية المشتركة قد أبصرت النور، لكانت كفيلة بردع الكثير من هذه التحديات وحماية الأمن القومي العربي.
هل لا يزال الوقت مناسبًا؟
الواقع يؤكد أن المنطقة لم تعد تملك رفاهية الانتظار. إن استعادة الفكرة وإحياؤها اليوم ربما يكون آخر فرصة لحماية العرب من الانقسام والتفكك.
دعوة السيسي كانت نداء استباقيًا لم يستجب له أحد، لكن التهديدات الحالية قد تجعل من تبنيه مجددًا خيارًا لا مفر منه.
خاتمة
إن إنشاء قوة عربية مشتركة لم يعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية لحماية الأمن القومي العربي. فقد أثبتت السنوات الماضية صحة رؤية الرئيس السيسي، وأن تجاهل العرب لهذه الدعوة كان خطأً استراتيجيًا سيدفع الجميع ثمنه.
اليوم، باتت الحاجة أكثر إلحاحًا لتوحيد الصفوف وإعادة الاعتبار لفكرة الدفاع العربي المشترك قبل فوات الأوان. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش ؟