بقلم حسن النجار: قمة الدوحة تبحث الرد على العدوان الإسرائيلي
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية

بقلم | حسن النجار
يجتمع عدد من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية غداً الأحد في العاصمة القطرية الدوحة، في قمة استثنائية تهدف إلى بحث سبل الرد على العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد قطر،
عقب استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمكتب حركة “حماس” أثناء مناقشتها للمقترح الأمريكي بشأن صفقة تبادل الأسرى والرهائن ووقف الحرب.
إسرائيل ماضية منذ سنوات في سياسة عدوانية ممنهجة تهدد أمن واستقرار المنطقة، بدءاً من خروقاتها المستمرة للأجواء اللبنانية واستهدافها لأهداف مدنية،
مروراً بتدمير قدرات الجيش السوري ومحاولاتها ضرب النسيج الاجتماعي عبر إذكاء الطائفية، وصولاً إلى القصف المتكرر للأراضي اليمنية،
فضلاً عن عدوانها المتواصل على قطاع غزة في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية.
وتقف الولايات المتحدة الأمريكية خلف هذا المخطط بدعمها غير المحدود لإسرائيل ورئيس وزرائها المتطرف بنيامين نتنياهو، إلا أن الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص تمتلك أوراق ضغط قوية على الإدارة الأمريكية،
أبرزها الاستثمارات الضخمة في الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى سلاح المقاطعة السياسية والدبلوماسية للكيان الإسرائيلي، وملاحقته دولياً لمحاسبته على جرائمه.
إسرائيل التي تمارس إرهاب الدولة لن تتوقف عن عدوانها إلا بلغة القوة، وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها المحتل الذي تلقى ضربات موجعة،
سواء من المقاومة أو من قوى إقليمية مثل إيران، ما كشف عن ضعف جيشه الذي انهار خلال ساعات في السابع من أكتوبر 2023.
أما الولايات المتحدة، التي كانت تُعتبر قوة قادرة على حل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، فقد أصبحت جزءاً من المنظومة الصهيونية،
ما يستوجب إعادة تفعيل دور “الرباعية الدولية” كطرف أكثر حياداً وفاعلية، في ظل الانحياز الأمريكي الفاضح لليمين الإسرائيلي المتطرف.
ويتعين على واشنطن التحرك سريعاً للحفاظ على مصالحها وعلاقاتها مع الدول العربية بالضغط على نتنياهو لوقف الحرب على غزة فوراً، مع دور محوري لمصر لإقناع حركة “حماس” بالعودة إلى طاولة المفاوضات وصولاً إلى صفقة شاملة تنهي الحرب.
في المقابل، يدفع الشعب الفلسطيني الأعزل الثمن الأكبر، مع استمرار العدوان على الضفة الغربية والقدس وغزة، وتدمير القطاع وتحويله إلى ركام،
وسط تفشي الأمراض وسلاح التجويع الإسرائيلي، في وقت تتبنى فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية سياسة ازدواجية فاضحة مقارنة بتعاملها مع أزمات أخرى مثل أوكرانيا.
الأوضاع الراهنة تبرز الحاجة الماسة إلى قيادة فلسطينية وطنية موحدة تمتلك رؤية استراتيجية لاستعادة الحقوق الفلسطينية، التي تتآكل يومياً مع استمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي.
كما تؤكد الأحداث صواب الرؤية المصرية الداعية إلى بناء دولة المؤسسات وتعزيز الوحدة والاصطفاف الشعبي لمواجهة التحديات،
فيما تحتاج الدول العربية إلى بلورة موقف موحد للتصدي للإرهاب الصهيوني الذي يهدد بحرق الإقليم بأسره. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش