أشلاء ودمار وصراخ أطفال.. غزة تواجه كارثة إنسانية كبرى

كتب | محمد حجازى
في مدينة غزة، يسود مشهد الرعب والفوضى مع تصاعد القصف الإسرائيلي وتوسّع العمليات البرية التي أعلن الجيش الإسرائيلي دخولها مرحلة “أساسية” للسيطرة على المدينة.
أصوات الطائرات المسيّرة لا تنقطع في السماء، بينما ينشغل الأهالي بانتشال جثامين من تحت الركام بعد استهداف مبانٍ سكنية مكتظة بالمدنيين.
ووفق شهادات محلية، لم يتبقَ من أحد المباني في شمال المدينة سوى كومة من الخرسانة والحديد، بعد قصف ليلي أودى بحياة عشرات الأشخاص من عائلة واحدة. وقال أبو عبد زقّوت: “كان هناك نحو 50 شخصا بينهم نساء وأطفال.. لماذا يقتلون أطفالا نائمين بسلام؟”.
المسعفون يتنقلون بين الأنقاض بحثاً عن ناجين، فيما أكد محمد البردويل أن “الضحايا جميعهم من الأطفال وكبار السن والنساء، كثير منهم ما زالوا تحت الركام”. وأفادت مصادر محلية بمقتل 106 أشخاص منذ فجر الثلاثاء، بينهم 91 في مدينة غزة وحدها.
الأمم المتحدة قدّرت أن نحو مليون شخص ما زالوا في المدينة ومحيطها، فيما نزح أكثر من 350 ألفاً نحو الجنوب. لكن الوصول إلى مناطق عدة لا يزال بالغ الصعوبة، مع منع الصحفيين الأجانب من الدخول، مما يصعّب التحقق المستقل من حصيلة الضحايا.
في الأثناء، دان ملك إسبانيا فيليبي السادس، خلال زيارته لمصر، “المعاناة التي تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء” في غزة، بينما اتهمت لجنة تحقيق دولية إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وفي شهادات من قلب المدينة، وصف إبراهيم البشيتي (35 عاماً) الوضع بأنه “كارثي بالفعل”، قائلاً إن القصف العنيف حطم نوافذ منزله وخلع الأبواب، مضيفاً: “سمعنا أصوات صراخ تحت الركام.. هذا المشهد المتكرّر يرعبنا ويؤكد أنه لا توجد إنسانية”.
أما ميساء أبو جامع (38 عاماً) من حي الشيخ رضوان، فأكدت أن إطلاق النار والانفجارات لا تهدأ، مشيرة إلى أن أطفالها استيقظوا ليلاً على وقع انفجار هائل وهم يصرخون ويبكون خوفاً.