بقلم حسن النجار: السيسي يرسم معادلة جديدة بين إسرائيل وشعبها
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية

بقلم | حسن النجار
خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة لم يكن مجرد مداخلة سياسية تقليدية، بل جاء محمّلاً برؤية استراتيجية تحمل أبعادًا أبعد من اللحظة الراهنة.
فقد جمع بين التحذير المباشر للحكومة الإسرائيلية، وبين مناشدة إنسانية غير مسبوقة للشعب الإسرائيلي ذاته.
السيسي، الذي يوازن منذ سنوات بين الدور الإقليمي والمسؤولية الإنسانية، اختار أن يوجه سهام النقد نحو السياسة الإسرائيلية الرسمية، محمّلًا إياها مسؤولية تدمير المدن والقتل الجماعي للمدنيين في غزة،
وفي الوقت نفسه حاول أن يفتح نافذة مختلفة عبر مخاطبة الإسرائيليين بوعيهم الجمعي، داعيًا إياهم إلى مراجعة سياسات قادتهم التي تزرع الكراهية وتؤجج العنف.
هذه الإشارة لم تكن عابرة، بل تعكس إدراكًا عميقًا بأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قد أسست نهجًا يقوم على القمع والتوسع العسكري،
بينما الشعب الإسرائيلي نفسه يمكن أن يكون طرفًا في معادلة السلام إن أُتيحت له الفرصة لإدراك أن أمنه الحقيقي مرهون بسلام عادل مع الفلسطينيين.
من زاوية أخرى، فإن حديث السيسي في القمة يأتي في لحظة فارقة؛ إذ تتزامن العمليات العسكرية في غزة مع مأساة إنسانية واسعة دفعت المجتمع الدولي إلى البحث عن حلول عاجلة.
لذلك، فإن الخطاب المصري حمل رسالة مزدوجة: أولًا إلى العالم بأن القاهرة لن تترك الفلسطينيين وحدهم، وثانيًا إلى الداخل العربي والإسلامي بأن الوحدة والضغط الجماعي هما الطريق الأقصر نحو وقف نزيف الدم.
إن قراءة متأنية للخطاب تكشف أن الرئيس المصري يحاول إعادة تعريف “معادلة السلام” ليس فقط عبر الحكومات، بل عبر الشعوب،
في إشارة إلى أن المستقبل في الشرق الأوسط لن يُصنع بقرارات فوقية فحسب، بل بوعي جماعي يدرك أن الحرب لا تجلب إلا الخراب. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري ؟