بقلم حسن النجارشؤون سياسية

بقلم حسن النجار: فيضان السودان إنذار مبكر لمصر 

المفكر السياسي حسن النجار عضو المكتب الفني للشؤون السياسية والمتخصص في الشؤون السياسية الدولية

بقلم | حسن النجار  

تعيش السودان هذه الأيام واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية، بعدما تسبب فيضان سد الخراب في تدفق كميات هائلة من المياه فاقت المعدلات الطبيعية. فبدلًا من أن يكون الوارد المائي فى هذا الموسم في حدود 200 مليون متر مكعب،  

ارتفع المنسوب إلى نحو 600 مليون متر مكعب، مما دفع السلطات السودانية إلى إصدار إنذار أحمر للقرى الواقعة على ضفاف النهر. وقد أظهرت مقاطع بثتها الفضائيات غرقًا كاملًا لعدد من القرى، في مشهد يمثل إنذارًا مبكرًا لمصر حال حدوث انهيار فى السد الإثيوبي،  

ويستدعي وضع سيناريوهات مسبقة للتعامل مع أية فيضانات طارئة، إلى جانب تحرك الحكومة المصرية لتقديم مساعدات عاجلة للأشقاء في السودان، تمامًا كما قدمت مصر مساعدات في أزمات مماثلة لقبرص وإسرائيل من قبل. 

الصحافة الغربية بدورها عادت لتسليط الضوء على تاريخ فيضانات النيل، مبرزة أن للنهر رافدين رئيسيين: النيل الأبيض الذي يُعد المصدر الأبعد وينبع من منطقة البحيرات الكبرى بوسط إفريقيا،  

والنيل الأزرق الذي ينطلق من بحيرة تانا في إثيوبيا ويُعد المصدر الأهم للمياه والطمى بنسبة تصل إلى 68%. يتدفق النيل الأبيض عبر تنزانيا وبحيرة فيكتوريا وأوغندا وجنوب السودان، بينما يبقى منبعه الأبعد غير محسوم بين رواندا وبوروندي. 

ولطالما ارتبط نهر النيل بحياة المصريين، إذ نشأت على ضفافه حضارة الفراعنة منذ أكثر من خمسة آلاف عام، واعتمدت عليه الممالك القديمة في الزراعة والري. 

 ارتبط الفيضان عند الفراعنة بطقوس مقدسة تُعرف باحتفالات وفاء النيل، التي سُجلت على جدران المعابد والأهرامات، بينما في العصر الإسلامي جرى تصميم «مقياس النيل» بجزيرة الروضة بالقاهرة لقياس منسوب الفيضان بدقة، ولا يزال قائمًا حتى اليوم. 

وقد شكل النيل عبر التاريخ مصدر إلهام للمؤرخين والشعراء والمستكشفين، غير أن محاولات تحديد منابعه استغرقت قرونًا طويلة وفشلت العديد من الحملات بسبب المخاطر.  

ويذكر أن هيرودوت زار أسوان واعتقد خطأً أن منابع النهر تقع غربًا عند بحيرة تشاد. كما نُسجت حول النهر أساطير عدة أشهرها أسطورة عروس النيل. 

وفى العصر الحديث، لا ينسى التاريخ سنوات الجفاف في أواخر الثمانينيات، حين تراجعت فيضانات النيل بشدة، ما تسبب في مجاعات كبرى بالسودان وإثيوبيا، بينما تجنبت مصر الكارثة بفضل مخزون المياه الاستراتيجي ببحيرة ناصر خلف السد العالي. 

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري ؟ 

جريدة الوطن اليوم صحيفة مصرية شاملة، تتميز بطرح تحليلات سياسية معمقة ورؤية موضوعية للأحداث العربية والعالمية، حيث تتابع التطورات الإقليمية والدولية بمنهجية مهنية تعتمد على الدقة والحياد، مع التركيز على تقديم خلفيات وقراءات استراتيجية تساعد القارئ على فهم أبعاد القضايا المطروحة، فضلًا عن رصد انعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي.  

حسن النجار

حسن النجار : رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية والكاتب الصحفي والمفكر السياسي في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية باحث مشارك - بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية وعضو لجنة تقصي الحقائق بالتحالف المدني لحقوق الانسان لدي جامعة الدول العربية والنائب الاول لرئيس لجنة الاعلام بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان الدولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى