بقلم حسن النجار: أم ريفية تكافح لتصنع مستقبل ابنها
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة وموقع الوطن اليوم


بقلم حسن النجار
من قلب إحدى قرى الريف المصري بمحافظة الشرقية، تبرز قصة إنسانية ملهمة لامرأة بسيطة حملت على عاتقها مسؤولية جسيمة بعدما تخلى عنها زوجها، تاركًا لها طفلًا في أولى مراحل التعليم الإعدادي.
لم تيأس هذه الأم من قسوة الظروف ولا من إهمال الأب، بل وقفت صامدة تواجه الحياة بكل ما فيها من تحديات وصعاب.
هذه السيدة تمثل نموذجًا فريدًا للأم الريفية المصرية التي لا تعرف الاستسلام. فقد سخرت كل جهدها وطاقتها من أجل أن توفر لابنها سبل العيش الكريم،
وأن تزرع في قلبه الأمل والثقة، ليعوضه عن فقدان دور والده في حياته. لقد جمعت بين دور الأم الحانية والأب الحامي، وبين الصديقة التي تمنح ابنها السند النفسي، والمعلمة التي تغرس فيه القيم والنجاح.
قصتها لا تعكس فقط معاناة امرأة تركها زوجها، وإنما تجسد بطولة صامتة تعيشها آلاف الأمهات في الريف المصري، اللواتي يحملن عبء الأسرة وحدهن، ويواجهن المجتمع بصلابة وإصرار على تربية أبنائهن ليكونوا نماذج ناجحة. إنهن بحق العمود الفقري الذي يقوم عليه استقرار الأسرة والمجتمع.
ومن هنا، فإن هذه الأم البسيطة تعد مثالًا حيًا لمعنى “الأم مدرسة”، إذ أثبتت أن الإعداد الجيد للأمومة ينتج جيلًا ناجحًا متفوقًا، يضيء طريق الغد رغم كل الصعاب. إنها رسالة واضحة بأن التضحية لا تذهب سدى، وأن العزيمة أقوى من كل الظروف.