قمة مصر والاتحاد الأوروبي تؤكد الشراكة الاستراتيجية الشاملة

كتب | حسن النجار
عقد قادة جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي قمتهم الأولى في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم 22 أكتوبر 2025، حيث شكلت القمة محطة بارزة في مسار تعميق العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، استنادًا إلى اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية واتفاق الشراكة الاستراتيجية والشاملة.
وأكد الجانبان التزامهما المشترك بتحقيق الاستقرار والسلام والأمن والازدهار، وتعزيز القيم العالمية للديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، مشيرين إلى الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في دعم الاستقرار الإقليمي وجهود تسوية النزاعات في المنطقة.
وشدد البيان المشترك على تمسك الطرفين بالنظام الدولي القائم على القواعد واحترام سيادة الدول، داعين إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف ودعم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما رحب القادة بالاتفاق حول المرحلة الأولى من الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة،
وأشادوا بجهود الوساطة المصرية مؤكدين دعمهم لحل الدولتين ورفضهم لأي محاولات للضم أو التهجير القسري للفلسطينيين.
وفي الشأن الدولي، أكد البيان ضرورة التوصل إلى سلام شامل في أوكرانيا، ودعم وحدة ليبيا وسيادتها، وجهود حل الأزمة في السودان عبر عملية سياسية شاملة. كما أعرب الجانبان عن التزامهما بحماية الأمن البحري وحرية الملاحة في البحر الأحمر، والتعاون في مواجهة التحديات في القرن الأفريقي.
وشددت القمة على أهمية ميثاق المتوسط لتعزيز الاستقرار والتنمية، ودعم سيادة القانون وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، مع تعزيز دور المجتمع المدني في تنفيذ اتفاقية المشاركة ورؤية مصر 2030.
كما جدد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم جهود مصر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال حزمة مالية بقيمة 7.4 مليار يورو، تشمل قروضًا ميسرة ومنحًا واستثمارات جديدة، تواكب برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.
وأكد البيان أن التعاون الاقتصادي والإصلاحات سيُعززان بيئة الاستثمار والتجارة في مصر، مع التركيز على التحول الأخضر والطاقة المتجددة ومبادرة “نُوفى”، والتعاون في مجالات النقل المستدام، والأمن الغذائي والمائي، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه لأمن مصر المائي وفقًا للقانون الدولي، مشددًا على أهمية التعاون عبر الحدود في حوض النيل، كما أكد التزامه بمواصلة دعم مصر في إدارة الهجرة وتعزيز شراكة المواهب، ومكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.
وتضمنت القمة إطلاق آليات للتعاون في مجالات الدفاع والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، وانضمام مصر رسميًا إلى برنامج “أفق أوروبا”، وتعزيز التعاون في التعليم الفني والمهني والثقافة وحماية التراث.
واختتم البيان بالتأكيد على عقد القمة المقبلة بين مصر والاتحاد الأوروبي في القاهرة عام 2027، تعبيرًا عن عمق الشراكة والتزام الجانبين بتطوير التعاون في جميع المجالات نحو مستقبل مشترك أكثر ازدهارًا واستقرارًا.