انتشار التوك توك يهدد الأمن ويزرع الفوضى في الشوارع المصرية
تفاقم ظاهرة التوك توك يهدد الأمن العام في المدن المصرية
كتبت | هند مختار العربي
شهدت شوارع وحواري المدن المصرية، خلال السنوات الأخيرة، انتشارًا غير مسبوق للتوك توك، ذلك المركب الصغير الذي أصبح يمثل معضلة اجتماعية وأمنية كبيرة. فالتوك توك، بجانب كونه وسيلة مواصلات، أصبح ساحة لترويج الفهلوة والسرقات،

ويحول بعض سائقيه إلى فاعلين يتجاهلون القانون ويتاجرون بالرصيد السريع على حساب الضمير والعمل الجاد.
ويشير مراقبون إلى أن طبيعة هذه المهنة تخلق ثقافة خاصة بها، تجعل السائقين يميلون أكثر للمهارة الحركية والفهلوة بدل الالتزام بالقواعد والقوانين، ما أدى إلى زيادة حوادث الاعتداءات والسرقات في الشوارع الضيقة والحارات الشعبية.
كما يظهر التوك توك أحيانًا كأداة في الجرائم، سواء عبر استغلال ضعفاء المجتمع أو تنفيذ عمليات سرقة سريعة.
ويرتبط انتشار هذه الظاهرة ارتباطًا وثيقًا بعدم تطبيق القوانين المنظمة لها، إذ تُترك المحليات لتحديد الحلول بشكل جزئي، بعيدًا عن استراتيجية متكاملة.
ويؤكد المختصون أن تجاهل الدولة لهذه المعضلة يجعلها تتفاقم، ويزيد من شعور الناس بعدم الأمان في الأماكن العامة، مع انعكاسات خطيرة على الثقافة الاجتماعية وسلوك الأجيال الشابة.
ويضيف الخبراء أن الخطر لا يكمن فقط في السرعة والتهور، بل أيضًا في استغلال المخدرات وسوء التربية، ما يجعل بعض سائقي التوك توك ضحايا سهلين أو فاعلين للجريمة.
ولعل استمرار هذا الوضع دون رقابة صارمة يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المجتمعي ويعزز ظواهر العنف والفوضى في الشوارع.
وفي ظل هذه التطورات، يدعو المجتمع المدني والخبراء الحكومة إلى وضع استراتيجية شاملة لتنظيم عمل التوك توك،
تشمل الترخيص والفحص الدوري والتأمين الإلزامي، مع حملات توعية للسائقين والمواطنين، لتفادي الكوارث المحتملة وضمان استعادة الانضباط في الشوارع، بدل ترك الأمور للمحليات التي غالبًا ما تركز على زيادة الموارد المالية على حساب السلامة العامة.






