بقلم حسن النجار ..بعيدا عن السياسة..الكرامة جميلة حتي وان جعلتك وحيدا – جريدة الوطن اليوم
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية الشاملة
بقلم | حسن النجار
حسن النجار * لا تؤجل أفراحك فالحزن ضيف لا يحترم المواعيد.
حسن النجار * ولا تثق بالأشخاص بسهولة فالأفعى تحتضن الضحية قبل افتراسها.
حسن النجار * وليس من الجميل معرفة كل شيء فالجهل ببعض الأمور راحة.
حسن النجار * والكرامة جميلة حتي وان جعلتك وحيدا.
جريدة الوطن اليوم – وبعيدا عن السياسة.. .. الكرامة جميلة حتي وان جعلتك وحيدا.. وبعيداً عن الدولار والذهب.. وحديث الاقتصاد فإننا نتحدث عن المجتمع.. عن قضاياه.. عن أسلوب الحياة.
ونعود بالذاكرة إلي أيام كنا صغارا في المدرسة وعندما كنا نمسك بملابس بعضنا البعض أثناء المشاجرات الطلابية.. وتتطور الأمور إلي حد تعريض سلامة الملابس للخطر فإننا كنا نبدأ تفاوضنا من نوع آخر ونقول لبعضنا البعض “سيب وأنا أسيب”
أي توقف عن الإمساك بي وأنا سأفعل مثلك أيضا..! ولأن كل منا يدرك انه سيكون خاسرا في هذه المشاجرة وسيلقي عقابا أخر في المنزل عند العودة بالملابس وهي ممزقة فإننا وفي لحظة واحدة كنا نتوقف عن الشجار بالأيدي ونكتفي بالشجار الإسكندراني بالكلام من بعيد لبعيد..!
وما كان يحدث في المدرسة هو ما يحدث في الحياة الآن وبشكل مختلف وبرعاية القانون.. فالمهندسة حاولت الذهاب إلي عملها صباحا ووجدت ان هناك من أغلق الطريق أمامها بسيارته.. واستدعت البواب.. شوف مين صاحب السيارة؟!..
ويا صاحب السيارة اصحي.. اتحرك وقوم ابعد عربيتك خلي المهندسة تروح شغلها.. وأتي صاحب السيارة ساخرا من ذهاب المهندسة لعملها في ساعات النهار الأولي.. والمهندسة طالبته بالاعتذار فلم يعتذر.. وتطور الأمر إلي كلمات وإهانات ومحاولة المهندسة تصوير الواقعة حيث تلقت علي إثر ذلك لكمة في وجهها واختطاف هاتفها..!
والمهندسة ذهبت لتحرير محضر في قسم الشرطة بعد الاعتداء عليها.. والرجل ذهب في أعقابها لتحرير محضر مضاد باتهامات مماثلة.. والمهندسة استمعت لمن يقول لها ان الطرفين “هيتكلبشوا”.. يعني هيلبسوا الكلابشات للذهاب إلي النيابة..
دا محضر في مواجهة محضر ومتهم في مواجهة متهم.. والتحقيق يأخذ مجراه..! والمهندسة تراجعت.. وتنازلت عن المحضر في مقابل تنازل الطرف الآخر..
و”سيب وأنا أسيب” بدلا من “البهدلة” و”المحاكم” و النيابة.. والصلح خير.. الصلح خير والحق ضاع.. الحق ضاع.. وكله بالقانون وآليات القانون.. وإحنا بدون قانون طبقنا ذلك في المدرسة قبل سنوات وسنوات.. و”سيب وأنا أسيب”..!
وأخطر من كل ذلك أن أي شخص يستطيع وفي مقدوره أن يفضحك وأن يشهر بك ويبتزك أيضا.. فالأم استاءت من عقاب المدرسة لابنها ومحاولة تقويمه.. والأم ذهبت للمدرسة.. عملتوا في ابني كد ليه.. دا أنا هفضحكم علي الفيس بوك.. وعلي جروب المدرسة.. جروب الماييز..!
والأم فعلا طبقت التهديد.. وهات يا كلام.. وهات يا شرح وتحريض.. وكل أم أدلت بدلوها.. التي تعرف والتي لا تعرف.. فلابد من المجاملة فاليوم لك وغداً عليك.. والمدرسة سارعت للاتصال بالأم.. خلاص أسفين.. ندمنا علي ما فعلنا.. وأخر مرة وحقك علينا..!!
وما حدث بالغ الخطورة.. فهذا سلوك يؤدي إلي الفولي ويعمق الخوف ويدعم سيطرة السوشيال ميديا علي كل أمورنا ويقودنا إلي هاوية ومنحدر رهيب تضيع معه وفيه كافة المعايير والقوانين ونرضخ فيه للابتزاز خوفا من التشهير والاضرار بمصالحنا..
ونحن بذلك نمنح أصحاب الأصوات العالية حقا لا يستحقونه وقيمة تفوق أحجامهم ونفوذا يتجاوز مكانتهم.. وانهيارا أخلاقيا لن يتوقف عند حدود معين.
والحل.. الحل هو الوقفة الشجاعة القوية لكل تجاوز علي مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق القوانين المستحدثة في هذا الشأن.. الحل هو تجاهل ما يقال بغير أساس.. والحل قد يكون أيضا في الاغلاق الذاتي لجروبات “الماييز”.. كان يوم أسود يوم ماعرفوا سكة النت وجروبات النميمة الإلكترونية..!
أما الدراسة القادمة من جامعة هوكايرو اليابانية فتقول لنا ان هناك مخاوف من انقراض الرجال قريبا بفعل انخفاض أو اختفاء بعض الجينات الذكورية..!! وبدون دراسة وأبحاث.. وبدون استقصاء وتحليل عينات.. فالرجالة انقرضوا فعلا.. فما نراه الآن من البعض يدعونا إلي القول بأنهم أشباه رجال..
أشباه رجال ينافسون النساء في الرقص و”التنطيط” في الأفراح والاحتفالات وكافة المنافسات.. أشباه رجال يطالبون بتقنين الشذوذ.. وأشباه رجال يتشبهون بالنساء في كل شيء.. وأشباه رجال في السلوك بفقدان للرجولة ولروح المسئولية وبفقدان أخطر للغيرة والنخوة..!! أشباه رجال لا يؤتمنون..!
وسائق شاحنة في مملكة البحرين وجد أن الطريق خاليا من السيارات فتجاوز الإشارة الحمراء والتقطته الكاميرات.. وقامت القيامة اعتراضا علي هذا السلوك وسارعت إدارة المرور بإصدار بيان بأنه تم الإمساك بالسائق واتخاذ الإجراءات
القانونية تجاه هذه المخالفة الخطيرة التي تمثل سابقة لا يمكن التهاون معها.. والناس هدأت بعد بيان المرور واطمأنت ان العدالة ستأخذ مجراها وأن القانون سيطبق وان السائق قد يفقد رخصة القيادة وربما لن يري عجلة القيادة أبدا.. وهذا هو المطلوب في كل زمان ومكان..!
أما في فنلندا فهناك تمثال بعنوان “اقرأ حتي وان كنت تغرق”..! والتمثال رسالة لكل الذين أهملوا القراءة.. لكل الذين اكتفوا بأن يستمدوا ثقافتهم بعيدا عن الكتاب وعن القراءة.. لكل هؤلاء وهؤلاء القراءة هي الطريق لبناء الشخصية المستقلة..
والقراءة هي عنوان الشخصية.. ومن يقرأ هو من يتعلم.. ومن يتعلم هو من يملك الرؤية علي التعامل مع فن الحياة.. والقراءة هي الطريق لمن يريد أن يكون انسانا.. وليتنا ندرك ذلك ونعود إلي الكتاب من جديد.
وسامح يطلب تطليق زوجته..! وليه يا سامح.. أصلها بتجيب اخواتها يضربوني.. ويا سامح.. استحمل وسامح.. وجيب اخواتك انت كمان..!
ومع إباحة زواج المثليين في عدد من دول العالم فإن العالم يتجه الآن إلي إنتاج دواء ولقاح فعال ضد “الإيدز” الذي يصيب مليون شخص سنويا..! الدواء الجديد ظهر في وقته.. وكانوا يحتفظون به للوقت المناسب.. وكله تم التخطيط له بعناية وبدهاء..!
وأخيراً :
حسن النجار * لا تؤجل أفراحك فالحزن ضيف لا يحترم المواعيد.
حسن النجار * ولا تثق بالأشخاص بسهولة فالأفعى تحتضن الضحية قبل افتراسها.
حسن النجار * وليس من الجميل معرفة كل شيء فالجهل ببعض الأمور راحة.
حسن النجار * والكرامة جميلة حتي وان جعلتك وحيدا.