بقلم حسن النجار: هل يشتعل الصراع؟ ثلاثة سيناريوهات لتطور العلاقة بين مصر وإسرائيل
المفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم والخبير في الشؤون السياسية الدولية

✍️ بقلم: حسن النجار
تشهد المنطقة العربية حالة من الغليان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ومحاولات إسرائيل تصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج. ومع تصاعد التوترات الإقليمية، يطرح البعض تساؤلًا جوهريًا: هل يمكن أن تتطور الأمور إلى حرب بين مصر وإسرائيل؟
- مصر.. بين الدبلوماسية وحماية الأمن القومي
منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، التزمت مصر بخيار السلام كخيار استراتيجي، لكنها في الوقت ذاته تؤكد دومًا أن أمنها القومي خط أحمر. وفي الوقت الراهن،
تلعب القاهرة دور الوسيط الأبرز بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وتحظى بقبول دولي باعتبارها “صمام أمان” للمنطقة.
- السيناريو الأول: التهدئة والاستمرار في الوساطة
في هذا السيناريو، تواصل مصر جهودها الدبلوماسية وتكثف اتصالاتها مع واشنطن والأمم المتحدة والجامعة العربية.
ويظل الدور المصري محوريًا في احتواء الأزمة ومنع انفجار إقليمي أوسع، مع الحفاظ على اتفاقية السلام. هذا الخيار هو الأكثر ترجيحًا والأقل كلفة.
- السيناريو الثاني: تصعيد محدود على الحدود
قد يشهد الوضع تصعيدًا عسكريًا محدودًا في حال تكرار الاستفزازات الإسرائيلية أو وقوع استهداف مباشر لمعبر رفح أو الأراضي المصرية. وفي هذه الحالة،
من المتوقع أن يرد الجيش المصري بسرعة وقوة دفاعية، دون الدخول في حرب شاملة، مع تحرك عاجل للضغوط الدولية لاحتواء الموقف.
- السيناريو الثالث: مواجهة عسكرية مفتوحة
وهو السيناريو الأخطر والأقل احتمالًا، لكنه يظل قائمًا إذا تجاوزت إسرائيل “الخطوط الحمراء” عبر محاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو شن هجوم مباشر على الأراضي المصرية. عندها،
ستجد مصر نفسها مضطرة لخوض مواجهة عسكرية شاملة، بما يعني فتح جبهة جديدة تهدد أمن المنطقة واستقرارها بالكامل.
رغم أن احتمالية اندلاع حرب شاملة بين مصر وإسرائيل تبدو ضعيفة حاليًا، فإن التطورات المتسارعة تفرض على القاهرة البقاء في حالة يقظة واستعداد كامل.
فمصر لن تسمح بالمساس بأمنها القومي، وفي الوقت ذاته تواصل التحرك كقوة دبلوماسية تسعى لإخماد نيران الحرب في المنطقة.
حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري