الرئاسة الفرنسية تعلن حكومة جديدة بقيادة لوكورنو مجددًا

كتب | محمود سعد
أعلنت الرئاسة الفرنسية، مساء الأحد، عن تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة سيباستيان لوكورنو، حيث تم تعيين رولان ليسكور، الحليف المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، وزيرًا للمالية.
وتُعد هذه الحكومة أحدث محاولة لكسر الجمود السياسي في البلاد، بعد أن استمرت الحكومة السابقة برئاسة لوكورنو لمدة 14 ساعة فقط. ويتولى ليسكور وزارة المالية في وقت تواجه فيه الحكومة ضغوطًا كبيرة لإقرار ميزانية عام 2026 داخل برلمان منقسم بشدة.
وأوضح لوكورنو أن الحكومة التي أُعيد فيها تكليف جان-نويل بارو بحقيبة الخارجية، وأسندت فيها وزارة الدفاع إلى وزيرة العمل السابقة كاترين فوتران، “تشكّلت من أجل أن تحصل فرنسا على موازنة قبل نهاية العام”.
وتضم الحكومة الجديدة عددًا من الوزراء الذين سبق لهم تولي مناصب في حكومات سابقة، وينتمون إلى معسكر الوسط بزعامة ماكرون، إلى جانب عدد محدود من الشخصيات من خارج المشهد السياسي.
ولا تزال مدة استمرار هذه الحكومة غير واضحة، في ظل استمرار الانقسامات داخل البرلمان، ما دفع بعض نواب المعارضة للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة أو حتى استقالة الرئيس ماكرون، الذي تمتد ولايته حتى عام 2027.
وكان ماكرون قد أعاد، مساء الجمعة، تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسًا للوزراء بعد أربعة أيام من استقالته، وفق بيان صادر عن قصر الإليزيه، الذي أكد أن القرار جاء بعد مفاوضات مطوّلة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة.
وفي منشور له على منصة “إكس”، أعلن لوكورنو قبوله المهمة “بدافع الواجب”، مؤكدًا أن الحكومة الجديدة “يجب أن تجسد التجديد”، وأن كل القضايا التي طُرحت خلال المشاورات الأخيرة “ستكون مطروحة للنقاش البرلماني”.
كما تعهّد رئيس الوزراء الجديد ببذل كل ما في وسعه لإقرار ميزانية فرنسا قبل نهاية العام، مشددًا على أن استعادة التوازن في المالية العامة تمثل “أولوية لمستقبل البلاد”.
وحذر لوكورنو في الوقت نفسه من أن كل من يرغب في الانضمام إلى حكومته “يجب أن يضع طموحاته الرئاسية جانبًا” حتى انتخابات عام 2027.
في المقابل، سارعت أحزاب المعارضة، وعلى رأسها أقصى اليمين (حزب التجمع الوطني) واليسار الراديكالي (فرنسا الأبية) والحزب الشيوعي، إلى إعلان نيتها إسقاط الحكومة الجديدة بقيادة لوكورنو.
ووصف زعيم حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، خطوة ماكرون بإعادة تعيين لوكورنو بأنها “نكتة سيئة”، مؤكداً أن حزبه “سيرفض هذا الائتلاف الذي لا مستقبل له” من خلال اقتراح حجب الثقة في البرلمان.
أما منسق حزب “فرنسا الأبية”، فكتب على منصة “إكس”: “صفعة جديدة للفرنسيين من رئيس غارق في غروره. فرنسا وشعبها يشعران بالإهانة”، معلنًا أن الحزب اليساري الراديكالي سيقدم “اقتراحًا جديدًا لعزل الرئيس إيمانويل ماكرون”.