بقلم حسن النجار .. المصريون يصنعون الفخر فى افتتاح المتحف الكبير 

بقلم | حسن النجار  

غدًا، السبت 1 فبراير 2025 يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المتحف المصرى الكبير، فى حدث تاريخى غير مسبوق يشهد حضور عدد كبير من ملوك ورؤساء العالم وممثلين عن كل الدول والقارات، فيما تستعد شاشات ومواقع الإعلام العالمية لنقل هذا الافتتاح الذى يُعد أحد أهم الأحداث الثقافية والحضارية فى القرن الحالى. 

وعلى مدار الأيام الماضية، ساد البلاد شعور عام بالفخر والاعتزاز، فالمصريون جميعًا – بمختلف توجهاتهم وآرائهم – توحدوا حول هذا الإنجاز الذى يُعد ملكًا لهم ولأجيالهم القادمة. 

ورغم أن بعض المواطنين قد تكون لديهم ملاحظات أو انتقادات لأداء الحكومة، فإنهم فى مثل هذه اللحظات يدركون جيدًا قيمة ما تحقق، فيجتمعون على الفرح والفخر،

ويستشعرون أن المتحف الكبير إنجاز بأيدي أبنائهم، أولئك الذين نقلوا مراكب الشمس من جوار الهرم إلى المتحف فى واحدة من أعجب عمليات النقل فى التاريخ، حيث سيشاهد العالم توت عنخ آمون كما لم يره من قبل. 

وخلال الساعات الماضية، احتل المصريون منصات التواصل الاجتماعى، فامتلأ «التايم لاين» بصور واحتفالات تجسد ارتباط المصريين بتاريخهم، إذ غيّر الآلاف صورهم لتبدو وكأنهم قدماء المصريين، بينما أبدع آخرون مقاطع فيديو تمزج بين الموسيقى الفرعونية والمهرجانات الحديثة، فى مشهد مبهج يجمع الماضى بالحاضر. 

وفى المقابل، حاولت منصات الكراهية والتضليل المدعومة من الخارج إفساد هذا الحدث، لكن المصريين – كعادتهم – ردوا عليهم بالسخرية والفخر، مؤكدين بوعيهم العميق أن هذا الإنجاز من صنعهم ومن حقهم الفرح به. 

كما لفت الانتباه أن كثيرًا من الشخصيات المعارضة – من مختلف الاتجاهات – عبّروا أيضًا عن اعتزازهم بهذا المشروع العظيم، مؤكدين ضرورة تحويل المتحف المصرى الكبير إلى مركز ثقافى وتعليمى مستمر، لا مجرد موقع للزيارة، ودعوا إلى تنظيم رحلات منتظمة لطلاب المدارس لتعميق الارتباط بتاريخ مصر وهويتها. 

ومن بين اللفتات الإنسانية المؤثرة، تقدير المصريين لمن ساهموا فى تأسيس هذا الصرح، وعلى رأسهم الفنان الكبير فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، الذى يُعد أحد أصحاب الفضل فى وضع لبنات المشروع الأولى. وطالب كثيرون بتكريمه تقديرًا لعطائه وإبداعه،

خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى معروف عنه حرصه الدائم على الاعتراف بالفضل لأصحابه، كما فعل سابقًا مع الدكتور كمال الجنزورى فى مشروع توشكى. 

إن افتتاح المتحف المصرى الكبير ليس مجرد حدث ثقافى؛ بل لحظة وطنية جامعة تُظهر معدن المصريين الأصيل، وتؤكد أن حضارة السبعة آلاف عام لا تزال حية فى قلوبهم، تتجدد بفخر كلما صنعوا إنجازًا يليق بعظمة تاريخهم. 

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش المصري وشهدائنا الابرار