حوار الأحزاب .. الراي والراي الاخر ” باختصار كده ثقافة الاختلاف “
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار مدير تحرير جريدة الوطن اليوم الإخبارية الشاملة
حوار الأحزاب .. الراي والراي الاخر ” باختصار كده ثقافة الاختلاف “
بقلم | حسن النجار
حوار الأحزاب .. الراي والراي الاخر “باختصار كده ثقافة الاختلاف “.. الآن تستعد الأحزاب المصرية والنقابات لـ جولة الحوار السياسي المقرر انعقادها قريبًا.. وقرأت أنها بدأت تستقبل مقترحات الأعضاء بشأن الحوار الوطني..
وأول شيء أحب أن أسجله هنا أن يكون القائمون على الحوار والمشاركون فيه ممن يقبلون ” ثقافة الاختلاف ” والراي والراي الاخر، ولا يمارسون دور الرقيب منذ البداية.. أيضًا لابد أن يسمحوا لــ الزهور بأن تتفتح وتخرج كل الأفكار، فهي تبقى مجرد أفكار ومقترحات يصح أن يأخذ بها من بيدهم مقاليد الأمور أم لا ؟.. فمن الممكن أن تؤدى الأفكار الصغيرة لــ أشياء كبيرة بعد تطويرها!
اقرا ايضا | دعوة الرئيس إلى الحوار قد فتحت شهية الكثيرين من الأفكار لخدمة مصر
فلا تمارسوا دور الرقابة من البداية، فهي بــ التأكيد ستنتهى إلى فرض رقابة فى نهاية المطاف، أو ستخضع لعملية تنقية وتصفية، وافتحوا النوافذ لـ كل الأفكار ولا تتعاملوا معها بضيق أفق، واعتبروها أفكارًا وطنية تخرج من مشكاة واحدة على أرضية وطنية، طالما أننا ارتضينا الحوار لــ كل أبناء الوطن الوحد ..
فــ حين يتحدث المتحاورون عن الحريات لا يعنى أنهم ينفذون أجندة.. فــ المنطقي أنهم مصريون وتم اختيارهم على أساس وطني، والحريات كانت ومازالت مطلبًا مصريًا وطنيًا، لــ كل المحبوسين خلف القضبان ما لم يتورطوا فى قضايا إرهابية أو يحملوا السلاح ضد الوطن مصر!
وقد تذكرت المهندس ” س …. ” نموذج الرجل الذى كافح الفساد وطالب بعودة شركات عمر أفندي حتى عاد بحكم محكمة، وقيل إنه الآن أصبح يكسب لأول مرة.. تذكرته عندما قضت المحكمة بحبسه منذ أيام أربع سنوات مع أنه فى السجن منذ عام 2019،
ويبدو أن المحكمة أرادت أن تُنهى القصة بالمقاصة ليخرج للحياة، ويغادر قضبان السجن.. فلم يصدر عنه تصريح ولم يكتب بيانًا منذ دخل السجن، وهو معروف باستقامته وصبره وجلده، لأنه ابن المؤسسة العسكرية التى يفتخر بها، ونفتخر بها!
يحيى حسين لم يحمل السلاح فى وجه الوطن وإنما دفاعًا عن الوطن.. وكانت له أفكار جيدة يمكن التعامل معها وكلها أفكار وطنية خالصة، وكنت أتمنى أن يخرج بحكم المحكمة، خاصة أنه لم يتورط ذات يوم فى أجندة خارجية أو تمويل أجنبي.. وهو فى كل أفكاره يجتهد فيصيب أو يجتهد فيخطئ!
وبالتأكيد ستكون قضية المحبوسين واحدة من ملفات الحوار الوطني.. وقد أبدت الدولة حسن نية وسارعت بالعفو عن كثيرين وأعادت تشكيل لجنة العفو الرئاسي، ما يدل على حسن النوايا، وأنها قررت أن تمهد التربة الوطنية لحوار ناجز ومفيد ومثمر!
وفى الحقيقة فأنا أشعر بكثير من التفاؤل أننا نبدأ الجمهورية الجديدة بفتح الباب أمام الحريات وحقوق الإنسان، وإطلاق سراح المسجونين فى قضايا الرأى والتعبير.. وهو الملف الذى يجب أن تكون له الأولوية الأولى فى الحوار الوطنى، وإتاحة المناخ العام أمام الحوار والنقابات والأحزاب..
لــ نضع مصر على خريطة الديمقراطية، وندفع البلاد نحو الإنتاج والعمل بروح وطنية تبنى وتعمر وتفتح الباب أمام الجميع للإبداع!
باختصار، لا نريد أن يُفسد أحد فرصة الحوار الوطني بقيود أو مزايدات، إنها دعوة وطنية جادة ينبغى استثمارها بكل ما نملك، ونتفاعل معها بروح خلاقة محبة لــ الوطن …