لقي الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث في لندن، وذلك قبل الانضمام إلى الملك تشارلز الثالث وعشرات من زعماء الدول وأفراد العائلات المالكة الآخرين من جميع أنحاء العالم في حفل استقبال قبل المشاركة في الجنازة الرسمية الكبرى.
وتقام جنازة الملكة الراحلة في كنيسة “ويستمنستر”، الاثنين، في الساعة 10:00 بتوقيت جرينتش، وبمشاركة نحو ألفي مدعو بينهم مئات من قادة العالم الذين بدأ بعضهم في التوافد على بريطانيا.
وذكرت الرئاسة الأميركية أن بايدن سيقوم بتكريم أول للملكة الراحلة، الأحد، قبل أن يشارك مساءً في استقبال ينظمه الملك تشارلز الثالث.
وفي رسالة عقب وفاة الملكة في الثامن من سبتمبر، قال الرئيس الأميركي: “إرثها سيبرز بشكل كبير في صفحات التاريخ البريطاني، وفي قصة عالمنا”.
وسُجي جثمان إليزابيث رسمياً في قاعة “ويستمنستر” التاريخية، منذ يوم الأربعاء، ويتدفق الناس بشكل متواصل من جميع أنحاء العالم لإلقاء نظرة أخيرة على الملكة في نعشها، وقد اصطف العديد منهم في طوابير طوال الليل وبعضهم لمدة تصل إلى 24 ساعة.
وباتت الساعات المتبقية معدودة لتحية جثمان الملكة المسجى في النعش الملفوف بالراية الملكية وقد وُضع عليه التاج الملكي.
وقبل ساعات على الجنازة التاريخية، بدأ القادة الأجانب يتوافدون للمشاركة فيها، في حين تستعد لندن وسط تدابير مكثفة لأول جنازة رسمية تُقيمها منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل العام 1965.
وتحضر الجنازة أيضاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وإمبراطور اليابان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في المقابل، لم توجه دعوات إلى رؤساء روسيا وأفغانستان وفنزويلا وبورما وسوريا وروسيا البيضاء وميانمار.
وقال مصدر بوزارة الخارجية البريطانية، الأربعاء، إن بريطانيا وجهت دعوة لممثل من كوريا الشمالية.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية، في بيان، الأحد إن ممثلتها في لندن، كيلي هسيه، تلقت “دعوة خاصة” من الحكومة البريطانية للتوقيع في كتاب التعزية في لانكستر هاوس الذي تديره وزارة الخارجية البريطانية.
وأضافت أن ممثلها لقي نفس المعاملة التي حظيت بها الشخصيات البارزة الأخرى.
وليس لبريطانيا، مثل معظم الدول، علاقات دبلوماسية مع تايوان التي تطالب الصين بالسيادة عليها على الرغم من أنه توجد بينهما علاقات وثيقة غير رسمية. ويتم بشكل كبير استبعاد تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي من معظم المناسبات والهيئات الدولية بسبب اعتراضات بكين.
وسترسل الصين نائب الرئيس وانج كيشان إلى الجنازة الرسمية، ولكن بعض البرلمانيين أبدوا قلقهم من دعوة ممثلين من الصين بعد أن فرضت بكين عقوبات على العديد من المشرعين البريطانيين لانتقادهم انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في شينجيانج. وتنفي الصين مثل هذه الانتهاكات.
ولم تذكر تايوان ما إذا كان سيُسمح لها بإرسال أي شخص إلى الجنازة الرسمية من عدمه.
سيستطيع البريطانيون، اعتباراً من الاثنين، رؤية ملكتهم الراحلة عن قرب، إذ سيسجى جثمانها الذي نقل إلى إدنبرة في كاتدرائية “سان تجيل”، مع انطلاق أسبوع وداع، وصولاً إلى الجنازة الوطنية في 19 سبتمبر الجاري.
ويتوقع أن يتوافد الكثير من الأشخاص لإلقاء النظرة الأخيرة على الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت الخميس، بالنظر إلى الحشود التي تجمعت، الأحد، على طول مسار الموكب حيث جرى نقل نعشها من قصر بالمورال إلى العاصمة الأسكتلندية.
وفي إدنبرة استقبل عشرات الآلاف من الأشخاص موكب نعش الملكة الراحلة، في مؤشر إلى شعبية إليزابيث الثانية التي حكمت المملكة المتحدة أكثر من 70 عاماً، وتوفيت عن 96 عاماً، الخميس، بعدما عينت ليز ترَس لتكون رئيسة الحكومة الخامسة عشرة في عهدها.
وقالت عاملة الاستقبال في إدنبرة تيريزا براون بعد مرور الموكب: “لقد تمكنت من رؤيتها عن بعد فقط، لكن هذا مؤثر جداً. كانت امرأة رائعة والأمر محزن. أنا أكن لها احتراماً كبيراً”.
وبانتظار الجنازة الوطنية في 19 سبتمبر، بدأ نجلها الملك الجديد يتولى مهامه تدريجياً ليخلف والدته التي كانت تتمتع بشعبية واسعة، على خلفية أزمة اجتماعية وانقسامات في المملكة المتحدة فضلاً عن احتجاجات على الماضي الاستعماري في 14 بلداً يعتبر فيها رئيساً للدولة.
ويتولى تشارلز الثالث هذا المنصب وهو أكبر ملوك بريطانيا سناً عند اعتلائه العرش.
ويتوجه تشارلز الثالث إلى مقر البرلمان عند الساعة العاشرة (التاسعة بتوقيت جرينتش) برفقة زوجته كاميلا ليتلقى تعازي رئيسي مجلسي البرلمان، ويستقلان بعد ذلك الطائرة إلى إدنبرة متوجهين إلى قصر هوليرودهاوس، المقر الملكي الرسمي في أسكتلندا، حيث أُبْقي نعش الملكة الراحلة الليلة الماضية في حراسة فرقة “ارتشرز” الملكية وهي وحدة مراسم تتولى حراسة الملكة.
اقرا ايضا | عاجل بـ الصور اليوم تشييع جثمان الملكة إليزابيث في جنازة مهيبة ” فيديو “
ويمكن بعد ذلك للعاملين في هذا القصر الذي كانت تمضي به الملكة مطلع الصيف لإقامة حفل استقبال يضم 8 آلاف مدعو، وداع إليزابيث الثانية للمرة الأخيرة كما فعل موظفو قصر بالمورال حيث توفيت، الخميس.
تشارلز وراء النعش
ويغادر النعش القصر، بعد الظهر عند الساعة 14:35 (الساعة 13:35 بتوقيت جرينتش) للانتقال إلى كاتدرائية سان جيل.
وسيسير الملك وزوجته وراء النعش في حين ينتقل بقية أفراد العائلة الملكية بالسيارة في رحلة تستمر نصف ساعة. وتبعد الكاتدرائية أكثر من كيلومتر عن القصر.
وخلال المراسم الدينية سيوضع التاج الأسكتلندي المصنوع من الذهب الخالص على النعش، وسيسجى جثمان الملكة في الكاتدرائية لمدة 24 ساعة، ويتوقع أن يأتي كثيرون لوداع إليزابيث الثانية مرة أخيرة.