بقلم حسن النجار : اخر تصريحات وزير التعليم .. الإعلان بترخيص لـ”سناتر الدروس الخصوصية”

مقال الكاتب الصحفي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم

1

بقلم | حسن النجار 

ترخيص لـ”سناتر الدروس الخصوصية”، هذه كانت آخر تصريحات وزير التربية والتعليم رضا حجازي، حيث أكد أنه سيتم حوكمة مجموعات التقوية بالمدارس “مجموعات الدعم” حوكمة مراكز الدروس الخصوصية بترخيصها من وزارة التربية والتعليم بمعايير منضبطة.

كانت هذه التصريحات خلال إلقاء “حجازي” بيان عن خطة الوزارة أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، وقال: “أعلم جيدا أن الدروس الخصوصية تضع عبئا على كاهل الأسر المصرية، وتُجهد الأسر بنحو 47 مليار جنيه، لا الدولة ولا الوزارة شايفاها”، وأضاف: “لدينا ما يسمى بـ(مجموعات التقوية)، وهى غير فعالة، وسنغير اسمها إلى (مجموعة الدعم)”.

استحوذت قضية الدروس الخصوصية، على مدار سنوات، على اهتمام المتخصصين والمسؤولين في مصر، كما أن الدراما والسينما لم تكن بعيدة عن هذا الجانب، لأن هذه الظاهرة كان لها انعكاساتها الاقتصادية والتعليمية على الطلاب والأهالي، وعرضها الفن، سواء بصورة مباشرة أو ضمن أحداثه، كجزء تقليدي من حياة الأسر المصرية.

كان ظهور الدروس التعليمية في المنزل أمرا خاطفا ويمر مرور الكرام في سياق الحدث الدرامي فقط خلال فترات مبكرة، مثل فيلم “ميرامار”، التي ظهرت المدرسة كشخصية فرعية يخطبها يوسف شعبان بعد أن وقعت شادية في غوايته ومنحها وعدا بالزواج، كما يظهر الأمر فيما بعد تحت مسمى “دروس التقوية” في مشاهد من فيلم “الحفيد” على سبيل المثال، ولكن للمرحلة الثانوية، في المقابل كان الأب (عبدالمنعم مدبولي) يتولى المذاكرة لأبنائه الصغار.

أما أشهر شخصيات المدرسين في السينما كانت “أستاذ حمام” (نجيب الريحاني) في فيلم “غزل البنات”، عندما ذهب خصيصا لتدريس اللغة العربية لابنة أحد الأثرياء، التي جسدتها ليلى مراد، ولكن في ذلك الوقت (أنتج عام 1949 تقريبا) لم تكن الدروس الخصوصية معروفة أو منتشرة بشكل أصبحت ظاهرة فيما بعد يتم محاربتها.

لكن في فترة الثمانينيات أصبحت الدروس الخصوصية ظاهرة قوية للغاية تُطرح كخط درامي جانبي في الأحداث ومؤثرة فيه، ومن أكبر النماذج على هذا فيلم “الشقة من حق الزوجة”، الذي أُنتج عام 1985، وكان أحد شخصياته الرئيسية وهو جورج سيدهم، الصديق الأساسي لبطل الفيلم محمود عبدالعزيز،

يعمل مدرساً، ويتضح الفرق المادي الكبير بين الاثنين بسبب اهتمام “سيدهم” بالدروس الخصوصية وتحويل منزله لسنتر للدروس بمواعيد منظمة، وضمن إيفيهات الفيلم الكوميدية “الطباشير يا عبدالرحيم”، التي كان يقولها “عبدالعزيز” لـ”سيدهم” كناية عن عمل الأخير بشكل مستمر في الدروس الخصوصية؛ مما انعكس على يديه الممتلئة ببقايا أصابع الطباشير.

فيلم “الشقة من حق الزوجة” تأليف فراج إسماعيل، وإخراج عمر عبدالعزيز، وهو فيلم اجتماعي كوميدي يدور حول حياة الموظفين في هذه الحقبة الزمنية والتأثيرات الاقتصادية عليهم وانعكاساتها على حياتهم الزوجية والاجتماعية.

وفي الفيلم حديث خاص عن الدروس الخصوصية، وقلق “سيدهم” مما يسمى حينها بـ”البرامج التعليمية”، حيث عبر عن خوفه من توجه التلاميذ لها وتركهم سناتر الدروس الخاصة؛ ما يؤثر على دخله المالي بالتأكيد.

قدم المؤلفون شخصيات المدرسين في إطار الدروس الخصوصية بطريقة الشخصية والأخرى المجابهة لها، حيث تتضمن الأحداث حوارا دراميا يوضح رأي كلا الطرفين في الدروس الخصوصية وأهميتها أو سلبياتها، ونشاهد ذلك في فيلم “ولا من شاف ولا من دري”، الذي أنتج في الثمانينيات أيضاً، بطولة عادل إمام وأحمد راتب، وتأليف فاروق صبري، وإخراج نادر جلال.

يبرز الفيلم التناقض بين حال المدرس الذي يرفض الدروس الخصوصية تماماً ويرى أنها مضرة مالياً وتمثل عبئا على أهالي التلاميذ، وفي المقابل مدرس آخر يتقاضى 120 جنيهاً في اليوم بسبب تركيزه على الدروس الخصوصية، ونستكشف ملامح الحالة الاقتصادية للاثنين، حيث يعاني الأول من ضيق الحال وأيضاً تعامل مدير المدرسة معه باستهانة، بينما الآخر لديه سيارة خاصة ويمتلك مشروع سيارة أجرة، ولا يتحمل أي مسؤوليات في المدرسة.

اقرا ايضا | رضا حجازي وزير التعليم لـ” مجلس النواب ” سنسمح بترخيص « سناتر الدروس الخاصة » وإسناد مجموعات التقوية لشركة خاصة للأشراف عليها

وطرح بنفس الأسلوب مسلسل “الحقيقة والسراب” (إنتاج عام 2003) على هامش أحداثه، مشكلة الدروس الخصوصية التي جسدها الشخصية الرئيسية في العمل يوسف شعبان، وهو مدرس لغة عربية يرفض تماماً الانغماس في دائرة الدروس الخصوصية .

رغم تحريض زملائه له بشكل مستمر والدفاع عن أهميتها بالنسبة لهم على المستوى المادي، وأن تكلفة تركها باهظة بالنسبة لهم وسوف تؤثر على حياتهم، والمسلسل من تأليف سماح الحريري، وإخراج مجدي أبو عميرة.

أما عن أحدث الأفلام التي عرضت صورة آنية عن تطور شكل الدروس الخصوصية، فيلم “200 جنيه” الذي عُرض العام الماضي، وكان ضمن شخصياته مدرس يعاني من حياة زوجية متصدعة بسبب انشغاله الدائم في سنتر الدروس الخصوصية،

مما يجعله دائم الانشغال عن المنزل وأبنائه، كما أن المشهد الافتتاحي للشخصية يظهر فيه مدرس علم الاجتماع وهو ممسكاً بـ”طبلة” لمراجعة المادة بشكل شامل -على حد قوله- وهو مشهد يتكرر كثيرا في الحقيقة من خلال مقاطع الفيديو المسربة عبر السوشيال ميديا، حيث يوظف المدرسون، الموسيقى والأغاني؛ لتلقين التلاميذ الدروس

تعليق 1
  1. فاطمة البطل يقول

    ترخيص السناتر ..طبعا حيحصلوا ضرايب .بس حتأثر علي حضور الطلاب في المدارس

اترك تعليق