حسن النجار يتساءل : هل التعليم في مصر عبارة عن تراكم سنوات ام وليدة عام واحد ؟

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية الشاملة

0

حسن النجار يتساءل : هل التعليم في مصر عبارة عن تراكم سنوات ام وليدة عام واحد ؟

حسن النجار
حسن النجار

بقلم | حسن النجار 

حسن النجار يتساءل ..ما يحدث في التعليم في مصر عبارة عن تراكم سنوات ام وليدة عام واحد ؟  .. هناك اتفاق عام بين الكتاب والمفكرين على أن التعليم يحتاج لانتفاضة، وأن ما حدث بداية هذا العام من تراجع كان فوق الاحتمال.. صحيح أن الدكتور حسام بدراوي قال إن ما يحدث في التعليم في مصر عبارة عن تراكم سنوات ماضية،

وأتفق معه في هذه النقطة، ولكنى أعترض على إبراء ذمة الدكتور رضا حجازي من المسألة كلها، لأنها ليست وليدة عام واحد وإنما تراكم سنوات!

وأقول إن الدكتور رضا حجازي شريك في المسؤولية وكيلًا للوزارة ونائبًا للوزير، وإنه من باب أولى كان يبدأ العام الجديد ببعض الإشارات التي تؤكد أنه حين أصبح وزيرًا فقد عالجها، لأنه يعرفها!

قلت في مقال سابق إنه يعرف وكلاء الوزارة ومديري المديريات، وكان أولى به أن يبدأ بداية قوية تؤكد هذه العلاقة.. ولكن حدث العكس لأنهم يعرفونه، وحدثت حالة من الاسترخاء إلى حد الفوضى.. هناك مسألتان مهمتان كان على الوزير أن يبدأ بهما، وهما:

أولًا .. متوسطات أعداد التلاميذ في كل فصل كان لابد أن يكون لها حل، وهو صاحب القرار الأول.. المسألة الأخرى أعداد المدرسين في كل مدرسة، والعجز الكبير في المدرسين لا يمكن قبوله، وهو وزير يلقى دعمًا رئاسيًا كبيرًا في مجال إصلاح التعليم!

اقرا ايضا | بقلم حسن النجار ..يتساءل؟ هل تعود المدارس كما كانت منضبطة وملتزمة بالقواعد الأخلاقية.

ومرة أخرى أتفق مع الدكتور بدراوي في قوله بضرورة توفير الإمكانيات لمديري المدارس لإدارة المدرسة بشكل جاد.. وعدم محاسبتهم على انهيار أجزاء من المدارس، فهذه ليست مسؤوليتهم على الإطلاق.. فهم ليسوا فنيين ولا مهندسين، وليسوا مسؤولين عن البناء أو الترميم، وإنما هي مسؤولية مديري هيئة الأبنية التعليمية!

وبإمكاننا ملاحقة المتوسط العالمى، وهو أن يكون هناك مدرس لكل 12 طالبًا في المدرسة، خاصة أننا لسنا بعيدين عن هذا المتوسط، طبقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء التي تقول إن هناك مدرسًا لكل 18 طالبًا، فلماذا تم إيقاف تكليف المعلمين وتعيينهم؟.. هل هو نقص الميزانية؟

.. إننا يمكن أن نوقف كثيرًا من البنود لصالح بند التعليم وتعيين المدرسين، لإحداث النهضة وإصلاح التعليم.. التعليم هو قاطرة التنمية الحقيقية!

إن الوزراء في العالم يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن وزارتهم منذ أول يوم، ولا يتعللون بأنهم تولوا تركة مثقلة، وإنما يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن كل صغيرة وكبيرة، ويستقيلون عند حدوث أي مشكلة، بل وربما يُقبلون على الانتحار..

اقرا ايضا | بقلم حسن النجار .. يتساءل ..ماذا يفعل وزير التعليم فى شكاوى أولياء الأمور بشأن عدم تقسيط مصروفات المدارس

وأنا هنا لا أطلب من الوزير أن يكون مسؤولًا جنائيًا عن وزارته وإنما بشكل معنوي، ولا أريده أن ينتحر على طريقة وزراء اليابان وشرق آسيا.. إنما أريده أن يعتذر عن بداية العام، ويعدنا بتلافى ذلك في المستقبل، والعمل على ذلك من بداية الصيف وليس من بداية العام الدراسي!

باختصار، لا نريد أن يكون الخارج من المدارس مولودًا والداخل لها مفقودًا بعد وفاة هذا العدد من التلاميذ، ونريد الإعداد لعام دراسي بكل قوة.. نريد تعليمًا يبنى الأمة وينهض بها، ويضع مصر في المكانة اللائقة بها، فالتعليم هو قاطرة التنمية في العالم كله وبالعلم والتعلم تتقدم الأوطان !.

اترك تعليق