بقلم : حسن النجار ..أهنئ المِصريين اليوم جميعًا بالعيد التاسع والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيد

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية الشاملة .

0
حسن النجار
بقلم حسن النجار

بقلم حسن النجار 

حسن النجار .. أهنئ المِصريين  اليوم جميعًا بالعيد التاسع والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيد، الذى تمر بنا ذكراه اليوم الخميس 6 اكتوبر 2022. ونصلى إلى الله ونحمده أن يحفظ بلادنا ام الدنيان « مِصر » بكل أمن وسلام، ويبارك شعبها الأصيل بكل الخير والبركات، ويحفظ مصر والعالم العربي فى أمن وسلام.

 

لقد كانت «حرب أكتوبر» علامة فارقة، بحسب لا على صفحات التاريخ المِصرى فقط، بل العالمى، فقد ذكر السياسي الفرنسي Pierre Messmer الذى شغل منصب رئيس الوزراء فى 1972 م:

 

«دخل العالم، نتيجة حرب أكتوبر المجيدة، فى مرحلة اقتصادية جديدة، ولن تعود أحوال العالم إلى سابق عهدها قبل هذه الحرب». لقد أظهرت حرب أكتوبر 73 براعة الفكر المِصرى فى قدرته على تخطى الصعاب والمستحيل،

 

وبسالة الجندي المِصرى فى دفاعه عن ارضة ووطنه، وصمود المواطن المِصرى حينا ذاك وعمله الدؤوب فى الوقوف خلف قياداته وجيشه العظيم من أجل تحرير ارض الوطن الذي يعيش جوانا .

يقول المؤرخ العسكري الأمريكي «Trevor N. Dupuy»، رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي لـ المعارك التاريخية بواشنطن : «إن كفاءة الاحتراف فى التخطيط والأداء العسكري ، التى كانت بها عملية العبور، لم يكُن ممكنًا لأى جيش آخر فى العالم أن يفعل ما هو أفضل منها. ولقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من جانب أركان الحرب، وبالأخص عنصر المفاجأة التى تحققت،

عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف
عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف

 

هي ذلك النجاح الملاحظ فى عبور الممر الملاحي « قناة السويس » على جبهة عريضة. لقد كان الفكر المِصرى العسكري – كعادته – على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه. ووضع الجميع إمكاناتهم ومواهبهم من أجل تحقيق النصر، فنجد براعة التخطيط المِصرى،

 

وأبطالا استطاعوا أن يحطموا بالفكر والعمل أسطورة «خط بارليف» الذى لا يُقهر والجيش الذى لا يُهزم، حتى شهِد له الجانب الإسرائيلي، فيقول «موشى ديان»: «لقد كانت لي نظرية:

 

هي أن إقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل، وأننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا، لكن تبين لنا أن منعهم ليس مسألة سهلة، وقد كلفَنا جهدُنا لإرسال الدبابات إلى جبهة القتال ثمنًا غاليًا جدًّا، ولم نتوقع ذلك مطلقًا».

 

لم تتوقف الملحمة المِصرية من فبل ابطال القوات المسلحة عند خطوة التخطيط فقط، بل جاءت دقة العمل مع براعة الجندي المِصرى العنيد وبسالته التى بَهَرت العالم بأسره حتى الأعداء ! فأذكر كلمات « شلومو بنائي » قائد سرية مدرعات عندما وصف:

 

اخلاص الجندي خلال حرب اكتوبر المجيدة والتعامل مع العدو الغاشم
اخلاص الجندي خلال حرب اكتوبر المجيدة والتعامل مع العدو الغاشم

 

«مساء السبت السادس من أكتوبر، حينا ذاك وصلنا إلى القنطرة وواجهنا قوات من سلاح المشاة المِصرى، وبدأنا المعركة، وتفرقت الكتيبة وأصبحنا أزواجًا وفُرادى، وتقلص عدد الدبابات بدرجة كبيرة حيث إن الكتيبة التى ذهبت إلى الحرب ترافقها 44 دبابة لم يبقَ منها إلا 14 دبابة!!..

 

إن حرب أكتوبر أكبر حرب وأخطر حرب شاركت فيها». أما القائد العسكري الإسرائيلي «صموئيل غونين» فيقول: «الجندي المِصرى يتقدم فى موجات تلو موجات، وكنا نطلق عليه النار وهو يتقدم! ونُحيل ما حوله إلى جحيم ويظل يتقدم!! وكان لون القناة قانيًا بلون الدم!!! ورغم ذلك ظل يتقدم ببسالة وعند!!!».

 

أما القوات الجوية فقد قيل بشأنها: «إن القوات الجوية المِصرية قد ظهرت على مستوى عالٍ الدهشة بصورة لم تكن متوقعة على الإطلاق.. حيث أظهر الطيارون المِصريون أنهم لا يفتقرون إلى الجسارة والإقدام،

 

كما أظهرت الأطقم الأرضية العربية قدرتها العليا على التشغيل والإدارة لأسراب طيران حديثة مثل «ميج- 21» تحت ظروف القتال الصعبة». ومما لا شك فيه أن البطولات المِصرية التى شهِد لها العالم نبعت من اخلاص وتعنت المِصريين لبلادهم، هذه الشجاعة التى تتجلى على مر العصور حتى اليوم ونحن نبنى « الجمهورية الجديدة ».

اقرا ايضا | 

حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم . تعرف علي شكل وطبيعة الإعلام فى الجمهورية الجديدة

 

مفكر سياسي ” الحوار الوطني فرصة تاريخية وترجمة لـ الجمهورية المصرية الجديدة

لقد تجلى فى حرب أكتوبر معنى الالتحام الشعبي بالجيش، الالتحام الذى تحدى كل الصعاب من أجل العبور بالبلاد إلى النصر الذى يعيد لها كرامتها ومكانتها وحرية أراضيها، فحب الوطن جمعت أبناءه من كل صوب وجهة ليتحدوا معًا من أجل رفعته، وهذه هي الحال فى كل أزمة تمر بـ الوطن «مِصر» المحروسة على مر تاريخها.

 

لقد وضع جنودنا البواسل وقياداتهم بمساندة الشعب الملاحم لحيشة وتأييده هدفًا واحدًا صوب أعينهم، وظلوا يعملون لتحقيقه سنوات، على أسس علمية دقيقة، بكل أمانة ودقة وإخلاص، وحب لهذا البلد العظيم الأصيل. وهكذا بالفكر والعمل على قلب رجل واحد تحقق النصر علي ارض مصر الذى ذكرها الله ادخلوا مصر امنين .

 

وفى ذكرى النصر أتقدم بتحية تقدير إلى كل من شارك فى تلك الحرب العظيمة، إلى كل رجال القوات المسلحة فى ذكرى انتصاراتهم، إلى كل أسر شهداء الوطن الأبرار الذين لا يضنون بأرواحهم من أجل سلامة الوطن وأمنه،

 

كما أقدم تهنئتي بذكرى انتصارات أكتوبر إلى كل مصري شارك فى تحقيق النصر، إلى كل مصري يعمل من أجل بناء الوطن. و… والحديث عن بلدنا « مِصر الحلوة » لا ينتهى بعد !.

حفظ الله مصر – حفظ الله الجيش – حفظ الله الوطن . 

اترك تعليق