بقلم حسن النجار .. كل شيء وارد فى كرة القدم لأن الرياضة غير السياسة تُؤمن بالتداول وتقدم المفاجآت

الكاتب الصحفي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية الشاملة

0

بقلم حسن النجار .. كل شيء وارد فى كرة القدم لأن الرياضة غير السياسة تُؤمن بالتداول وتقدم المفاجآت

حسن النجار
حسن النجار

بقلم | حسن النجار 

أحب كرة القدم، كنت العبها في يوما ما وكنت لاعبا موهوبا وماذل امارس اللعبة أسبوعيا مع الأصدقاء، و الان أشاهد كأس العالم أكثر من أي بطولة أخرى، ربما لأنها بطولة منتخبات، ولأنها أكثر متعة وأكثر تنافسية.. وأهم ما يميزها فكرة التداول السلمى للسلطة.. فأنت فى بداية البطولة لا يمكن أن تعرف من يفوز بكأس العالم!

وتظل هكذا لا تعرف حتى يتم لعب المباراة النهائية.. ويتم تتويج البطل الذى يكون مفاجأة أحيانًا.. ورغم أنها بطولة منتخبات إلا أن بعضها لم يسمع عنه أحد، غير أنها قد تحقق الفوز على منتخبات معروفة ومؤهلة لكأس العالم وحصلت عليه أكثر من مرة!

هكذا تكون المتعة فى الرياضة.. أما فى السياسة فلا يحدث هذا التداول إلا نادرًا.. وقد ذكرت منذ أيام سقوط مهاتير في الانتخابات البرلمانية أمام مرشحين عاديين، وجاء فى الترتيب رقم أربعة من بين خمسة مرشحين، ورسب لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن!

التداول يعنى تحقيق الأحلام، وهو لا يقتصر على المكسب والخسارة فقط.. والبعض قد يحقق حلمه من أول محاولة.. المنتخب السعودي أمس الأول أسعدنا بفوزه على الأرجنتين، وهى مباراة فى حد ذاتها تكفى السعودية عن كأس العالم، ولذلك احتفلوا بفوزهم التاريخي ولم يناموا طوال الليل، ورفعوا لاعبى المنتخب على الأعناق، ابتهاجًا بالفوز!

اقرا ايضا | 

https://elwatanelyoum.com/2022/11/22/%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d9%8a%d8%ad%d9%82%d9%82-%d9%81%d9%88%d8%b2%d9%8b%d8%a7-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d8%a8%d9%86%d8%aa%d9%8a/

لا أميل إلى فكرة التشكيك فى منتخب الأرجنتين.. وعلى كل حال، فالهدفان اللذان أحرزهما المنتخب السعودي هدفان رائعان وملعوبان فعلًا، فلا يمكن أن يُضحى منتخب الأرجنتين بشرفه مقابل أي شيء.. ولا شيء يُغرى الأرجنتين والبرازيل فى الدنيا أكثر من فوزهما فى أرض الملعب.. والذين يفعلون هذا لا يؤمنون بفكرة التداول، «وتلك الأيام نداولها بين الناس».. ولا يؤمنون بفكرة التطور والصعود!

وأعتقد أن المنتخب السعودي كانت لديه حوافز لـ الفوز، فاحتشد لاعبوه لتحقيق الحلم، بينما منتخب الأرجنتين نزل الملعب وهو يظن أنها نزهة.. هذا هو الفرق بين الاثنين، فتكلل مجهود «الأخضر» بالفوز والنجاح!

على أي حال فقد حصل «الأخضر» على القوة من أول مباراة بفوزه على الأرجنتين، وحصل أيضًا على الثقة فى مواجهة أي فريق آخر، ويُنتظر منه أن يؤدى بشكل رائع، فهو تقريبًا يلعب على أرضه وبين جمهوره، أما الأرجنتين فمازالت أمامها فرص أخرى لإثبات أنها بطل عالم، وقد تُحرز الكأس فى نهاية المونديال، لتكون مباراة السعودية حافزًا لها!

فى مونديالات سابقة من كأس العالم، كان معروفًا أنها موسم تساقط الكبار، وخرجت منتخبات لها اسمها من البطولة.. وهذا قد يظهر فى دور الـ16، أما الآن فمن المبكر أن نتحدث عن الخروج والصعود.. فى النهاية سيفوز منتخب واحد بكأس العالم، وربما يكون أحد المنتخبات الجديدة فى هذا المونديال، فلا يكون البرازيل ولا الأرجنتين ولا فرنسا.. وهذا ما سوف تحسمه المباريات القادمة!

باختصار، كل شيء وارد فى كرة القدم، لأن الرياضة غير السياسة، تُؤمن بالتداول وتقديم المفاجآت، القصة تعتمد على التغيير والتطوير والتدريب المستمر، وبذلك يتحقق التداول وتتحقق الأحلام!.

اترك تعليق