بقلم حسن النجار ..«رحلة الكشافين إلى المبدع الصغير» تحتاج تكاتف الإعلام مع وزارة التعليم ووزارة الثقافة
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية
بقلم حسن النجار ..«رحلة الكشافين إلى المبدع الصغير» تحتاج تكاتف الإعلام مع وزارة التعليم ووزارة الثقافة
بقلم حسن النجار
إن مدرس النشاط المدرسي المنوط به اكتشاف المواهب والمهارات لابد أن يكون مدرسًا من طراز خاص، وهذه مهمة نُظار المدارس. لابد أن يكون صبورًا طويل البال، ولابد أن يكون محبًا لهذا النشاط، ولابد أن يكون مستمتعًا بعمله المهم فى رحلة الكشف عن مبدع صغير فى أي مجال من مجالات الحياة المختلفة.
إن هذا الكشاف أشبه بصائد اللؤلؤ من قاع البحر، ما لم يكن متمرسًا على فكرة الانتظار الطويل على حافة بئر، لا يستطيع إتمام المهمة.. ونفس الشيء بالنسبة لقصر الثقافة، حيث يتمتع مَن يقوم بهذه المهمة من ثقافة الوعى بالشيء الكثير.. وحين أقول مهمة الاكتشاف، فأنا أقصد مكتشفًا أو مكتشفة،
فالجنس لا يهمني، ولكن القدرة على تحمل مشقة متابعة الأولاد تحتاج «لنَفَس طويل». وكلما كان البحث جادًا، ظهر لنا مبدع فى أي مهارة كانت، والفرصة عندما تسنح فإنها تعطى اهتمامًا خاصًا يمنح الموهوب ثقة فى نفسه.
أستاذ علم النفس الجمالي د. مصطفى سويف الذى قال : «إذا خرجت الموهبة إلى الشارع وصفق الناس، فهذا اعتراف بميلاد موهبة».
إن بليغ حمدي وصلاح جاهين وكاتب هذه السطور من اكتشاف العظيم كامل الشناوي، وأول مَن سمع عبدالحليم حافظ هو الكاتب الكبير فوميل لبيب، الذى أرسله إلى إحسان عبدالقدوس مع كارت توصية: «لن تندم إذا سمعت هذا الصوت»، وهذا الكارت كان مرسلًا إلى إحسان عبدالقدوس الذى كتب عنه، فكان ميلاده!.. هؤلاء الكشافون العظام انتهى دورهم وأصبحت المؤسسات والمدارس هي
«حاضنة هذه المهارات»، ويكفى أن يعترف بها المجتمع عندما تظهر أمامه، كما قال د. مصطفى سويف.. إن بعض المدربين المتقاعدين فى أوروبا يجوبون الأندية بحثًا عن مهارات كروية ناشئة. مجرد صبى له مهارة فى المحاورة، ثم يُعهد به لمدرب.. وهكذا كانت قصة «بوتراجينيو»، لاعب الكرة الإيطالي العالمى، الذى صلى له رئيس الجمهورية يوم مباراة!.
أعلم تمامًا أن مهمة الكشاف صعبة، ولكنها مهمة، خصوصًا أننا نعانى فقرًا فى المواهب المتألقة، فجيل الأمس كان ثريًّا فى الأدب والصحافة والغناء والمسرح والسينما والرياضة، وجيل اليوم متواضع، فليس لدينا سوى محمد صلاح نزهو به.
لن أضحك عليكم وأقول إن هذا الجيل أفرز مواهب.. غير صحيح.. من هنا كانت مبادرة السيدة الفاضلة حرم رئيس الجمهورية «المبدع الصغير». إن الأجيال الجديدة مشغولة بالترند والكرة، ليس عندنا أم كلثوم أخرى ولا أحمد زكى آخر ولا محمود مرسى ولا فاتن حمامة ولا حسين كمال ولا صلاح أبوسيف ولا يوسف شاهين ولا عبدالحليم حافظ.
اقرا ايضا |
https://elwatanelyoum.com/2022/11/23/%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d9%8e%d9%86-%d9%8a%d9%85%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d9%88%d8%ad-%d9%8a%d9%85%d9%84%d9%83-%d9%85/
نعم.. فى حياتنا نجوم، ولكن ليسوا لآلئ.. حتى كُتاب النصوص، الضحك ماسخ عندهم فى غياب عادل إمام، يمنحه الله العمر.. الغناء متوعك رغم أنغام وأصالة ولطيفة وشيرين. لست أدرى السبب!. ما عاد عندنا شعراء نغنى قصائدهم، ولا كُتاب فى حجم عكاشة ووحيد حامد يكتبون للسينما والمسرح. يعطى الله العمر لسميحة أيوب ولبنى عبدالعزيز وأخريات،
ولكن حضورهن هو استلام جوائز وليس إبداعًا على خشبة مسرح!. ومنذ غيّب الموت آمال فهمى لم نرَ مذيعة شابة لهلوبة تسأل الناس فى الشارع.. إن رضاء أو إرضاء كل الناس رهانٌ على مستحيل. ومن هنا، فإن الصوت الآخر المختلف مهم لأن المعارضة الوطنية جزء من النظام. إن أطفالنا فى حاجة إلى «ماما نجوى عصرية» تدرك أن فى يد طفل الخامسة «موبايل»!.
اقرا ايضا |
https://elwatanelyoum.com/2022/11/24/%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ac%d8%a7%d8%b1-%d9%83%d9%84-%d8%b4%d9%8a%d8%a1-%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d9%81%d9%89-%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af/
إن هذه المهمة «رحلة الكشافين إلى المبدع الصغير» تحتاج تكاتف الإعلام مع وزارة التعليم ووزارة الثقافة. التنسيق فى الأجهزة ضرورة قومية. والإعلام يراقب ويسلط الضوء على التجارب الناجحة.
صحيح أن «مصر ولّادة».. ولكن لابد من استخراج اللآلئ من بحار الفن والأدب.
لقد كتبت هذا المقال فى ثلاثة أيام.. هو أقرب إلى البحث منه لإلي المقال. كتبت هذه السطور مؤمنًا ببلدي، وفى ثناياها «مبدعون صغار» يحتاجون فرصة ورعاية. اكتبوا لي مقترحاتكم، فعندي أمل فى تعدد صواب الآراء.. وأوقن أن مؤتمرًا ينعقد عنوانه «المبدع الصغير» سيأتي بثمار لم نكن نتوقعها.. يحتاج الأمر إلى نَفَس طويل.