بقلم حسن النجار .. نحن نودع عاما منتهي والآن نستقبل عاما جديدا قائما على الاجتهاد والنجاح
حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الاخبارية الشاملة
بقلم حسن النجار .. نحن نودع عاما منتهي والآن نستقبل عاما جديدا قائما على الاجتهاد والنجاح
بقلم | حسن النجار
كل سنة وأنت جميل، أعلم أن لكل منا أفكاره الخاصة وقناعاته النفسية، ومنهج حياته الذى يختلف عن غيره، فـ لكل منا وجهته الخاصة، وها نحن نودع عاما مضى ونستقبل قمرا مضيئا بشعاع تتراقص أضواؤه المبهرة مع الألعاب النارية فى كل دول العالم إلى أن تشرق شمس غد أفضل.
هكذا تكون احتفالات دول العالم باستقبال 2023، دون الأخذ بالاعتبار فى بالتوقف لمدة دقيقة فى محيط الضمير أو النقد الذاتي، هكذا يفعل الأسوياء قبل رحيل آخر ساعات العام، فالضمير هو ما يميز الإنسان عن باقى المخلوقات الناطقة، والنقد الذاتي ما هو إلا عصارة الضمير، فضيلة لا يتحلى بها إلا الأسوياء.
يذكرنا التاريخ دائما أن الفرد لا يمكن أن يتخذ قرارات صحيحيه على الدوام، فما بنى على صواب قد يحتمل الخطأ أحيانا وما بنى على خطأ فهو خطأ على الدوام، هذا ما يقوله أهل الاختصاص، فما من أحد لم يذق مرارة الخطأ أو الطعم اللاذع للفشل، فالإنسان الذى يراجع أفكاره وحصاده المعرفي فى الساعات الأخيرة من نهاية العام، ويحاسب تصرفاته ويحاكم قناعاته باستمرار هو الذى يستقبل العام الجديد بخطوات أفضل.
فلا يعقل أن لإنسان يتمتع بالضمير والنقد الذاتي يكتب سطور تاريخه بحصيلة معرفية من عام مضى، كما لا يعقل أن يحبس الإنسان أفكاره فى سجن العام الماضى، دون النظر إلى التجديد والارتقاء الفكرى مع مرور الزمن وتوالى السنوات.
الأوائل هم فقط من يمتلكون الخطوات الأولى لاستقبال العام الجديد، فلا تنظر خلفك فى الساعات الأخيرة من 2022، قم بإعادة تقييم ذاتي لــ12 شهرا مضت تتبخر منها آخر دقيقة فى منتصف هذه الليلة.
امسك ورقة وقلما إن أمكن أو افتح نافذة الملاحظات على هاتفك المحمول، واسأل نفسك واحتفظ بالإجابات فى ضميرك، كم محتاجا وقفت فى انصافه، كم مظلوما ساعدت على نصرته؟ كم كتابا قرأت فى العام الماضي؟ كم معلومة جديدة حصلت عليها؟ كم فيلما شاهدت؟ كم فكرة استمتعت بها؟ كم موقفا تمنيت ألا يتكرر؟
أفكارك التى تستقبل الساعات الأولى من العام الجديد هي بمثابة ثقافتك وأحلامك التى تشكل جمالك وتمحوا بها تشاؤمك وإحباطاتك، دعنا نستقبل العام الجديد بأفكار أكثر إنسانية..
السعي وراء الأفكار الجديدة والنقد الذاتي ومراجعة الضمير من وراء القصد.
في زحام الأعوام، يمضي عام تلو عام، وفي كل عام حقائق وأحلام، ومع مطلع عام جديد، نحلم بالخير والستر وراحة البال، وقلوبنا بالحب في الله أنقى، وأرواحنا بذكر الله أنقى، وصفحات أيامنا بحب الخير ترقى، وعلاقتنا بأحبائنا بماء الود تُسقى .
تشرق شمس عامنا الجديد، باسمة الثغر، مستبشرة بيوم جديد، وكل شخصا منا سعيد أن أبقتنا الأقدار إلى هذا اليوم، لنحتفل ونبعث التهاني بمناسبة العام الجديد، إلى أُناس نحمل لهم في قلوبنا كل الحب والاحترام، ومع آخر لحظات العام المنتهي نحرص على إطفاء الشموع متمنين عاما جديدا به حبا بلا دموع.
ونحن نستقبل العام الجديد، نشكر الله أن بيوتنا مكتملة بكل أفرادها وأهلها، ونتمنى من الله أن لا نفتقد أي عزيز وغالي، وأن يكون العام الجديد شاهدا على أجواء من المحبة والفرح والرضا والسعادة مع من نحب، وأن يقر أعيننا بأولادنا، ويغرس محبتنا في قلوب الناس، فينطبق علينا قوله تعالى “وألقت عليك محبة مني”.
ونحن نودع عاما منتهي، تتراقص أمامنا الذكريات السابقة، نتعلم من أخطائنا ونتلاشها في قادم أيامنا، مؤمنين بقاء الله وقدره، وجميع اختيارات الله لنا، مدركين أننا بأيدينا فقد نصنع السعادة لأنفسنا، واثقين الخطوة، لا نهتز ولا نتوتر، آمالين الخير في قادمنا.
نستقبل عامنا الجديد، بأصدقاء وأحباء وأقارب، نحمل لهم في قلوبنا مودّة، فهم السند الجميل الذي أكرمنا الله برفقتهم في جميع ظروف الحياة، فتتغيّر السنوات وتتغيّر معها القلوب والأفكار، ويبقى تمثال حبّهم واحترامهم باقٍ في قلوبنا حتّى الأبد، فهم العون الجميل والسند اللطيف.
اجعلوا عامكم الجديد عامرا بالمحبة والرحمة والمودة، قائما على الاجتهاد والنجاح، واصنعوا فيه أوقاتا كثيرة من الفرحة والسعادة..2023 عام جديد سعيد.