حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم . تعرف علي شكل وطبيعة الإعلام فى الجمهورية الجديدة
الكاتب الصحفي والمفكر السياسي : حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم الإخبارية الشاملة
بقلم | حسن النجار
حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم . تعرف علي شكل وطبيعة الإعلام فى الجمهورية الجديدة هل كان الإعلام زمان يجرؤ أن يتناول القضايا العائلية، وقضايا الأزواج والزوجات على الشاشات؟.. كانت هناك محاذير اجتماعية وكانت هناك قيم تمنع من التعرض لـ الحياة الخاصة..
وكان هناك كود أخلاقي، فما الذى جرى فى مصر الآن؟!.
يؤسفني أن أقول إنها أصوات قليلة لـ الغاية مَن تتحدث عن شكل وطبيعة الإعلام فى الجمهورية الجديدة.. هناك مَن يخافون من طرح القضية ولو من باب أنها ركن أساسي فى الجمهورية الجديدة حتى أصبحنا نرى برامج الطبخ فى كل القنوات، كما لاحظ الرئيس شخصيًّا..
برامج الطبخ والطهى
فهل رأى البعض أن برامج الطبخ والطهى هي الأكثر أمانًا من المساءلة فيما لو ناقش الإعلام قضايا التعليم والصحة والتنمية والحوار الوطنى ومستقبل الأمن الغذائى والصحى وحقوق الإنسان؟!.
أسرار البيوت فى الإعلام آفة من آفات السوشيال ميديا
الكلام عن أسرار البيوت فى الإعلام آفة من آفات السوشيال ميديا.. وكان يُفترض أن الإعلام يقود وسائل التواصل الاجتماعى، ولا يأتى فى ذيلها ويحاكيها ولو على حساب القيم والأخلاق.. الإعلام الحقيقى لا يروج شائعات، ولكنه يلتزم بنشر أخبار حقيقية وليست مزيفة.. الإعلام الحقيقى يلتزم بالقواعد والضوابط ولا ينشغل بالترند،
وإنما تشغله القيم الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية، فكيف تحول الإعلام إلى «كوبى» نسخة من السوشيال ميديا وكيف أصبح الجميع إعلاميين، سواء على «فيس بوك» أو فى التليفزيون؟!.
تابع ايضا | رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم . انحيازيات ثورة 23 يوليو منذ البداية أنها تتجه لتطبيق أحلام الفقراء
الإعلامى الأستاذ نشأت الديهى هو الوحيد تقريبًا الذى رفض أن يدخل الإعلام غرف النوم، وقال إن الشعب تعامل مع الفنان على أنه فنان فقط، ومع لاعب الكرة على أنه لاعب كرة فقط.. فما علاقتنا بشؤونه الاجتماعية: تزوج أم طلق؟!.
وقال إننا حين تعاملنا مع أم كلثوم تعاملنا معها على أنها كوكب الشرق، فتعاملت معنا بشياكة وتحضر وأناقة ولم نعرف عن بيتها شيئًا.. كما أن فاتن حمامة عاشت وماتت لم نسمع عنها شيئًا، إلا ما تسمح به من أخبارها الفنية، وظلت تضع سياجًا حول بيتها وزوجها فلم نعرف عن ذلك شيئًا،
جيل الـ «فيس بوك»
مع أن أم كلثوم تزوجت أكثر من مرة وفاتن حمامة تزوجت أكثر من مرة.. أما قضايا السحل والضرب والسرقة فلم نكن نسمع بها إلا مع جيل «فيس بوك» من فنانى الدرجة الثالثة!.
هل كان أحد يعرف أخبار عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى الشخصية وليس الفنية؟.. هل كان أحد يهتم بأخبار صباح وفايزة أحمد ووردة، هل كان أحد يقلب فى دفاتر ميرفت أمين وحسين فهمى ونجلاء فتحي؟..
الراقصات اللاتى يحافظن على بيوتهن من الشائعات
عشنا زمن الراقصات اللاتى يحافظن على بيوتهن من الشائعات مثل سهير زكى وتحية كاريوكا ونجوى فؤاد.. لم تكن الصحافة تقترب من الأخبار الخاصة حتى لـ الراقصات.. لم يكن هناك مَن ينفخ فيها ويجعلها ترند لـ يشغل الناس بها!.
الخلاصة أننا نود أن تكون قضايا الإعلام هي قضايا مصر الحقيقية سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وتعليميًّا، وأن يكون النجوم هم العلماء.. كنا قبل عشر سنوات من الآن نعرف الدكتورين احمد زويل والباز على الشاشات وغيرهما.. فلم نعد نقدم العلماء ولكن نقدم فنانين وطهاة ” مهنة الطبخ ” ..
وأصبحت الخناقات والحكايات الزوجية هي القضايا الأهم فى الإعلام، فهل نريد أن نؤسس لـ جمهورية جديدة بصدق؟!