بقلم حسن النجار .. ملف القضية السكانية من القضايا المهمة التي قد لا يشعر بها المواطنون – جريدة الوطن اليوم
بقلم | حسن النجار
ان ملف القضية السكانية من القضايا المهمة التي قد لا يشعر بها المواطنون .. صارحنا الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال الأسبوع الماضى، وليس هو أول من يفعل، بأن الزيادة السكانية هى مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين؛ لأن أغلب موارد الدولة ثابتة، لا سيما المياه، وعلى النقيض تأتى الساعة السكانية التى تتحرك بقوة شديدة، وبزيادة مطردة.
الدكتور مصطفي مدبولى أكد فى مصارحته على إطلاق الحكومة برامج مالية تحفيزية لـ السيدات ممن يلتزمن بطفلين على الأكثر، وهى من ضمن المحفزات التى أعتبرها «أكثر إبداعًا»، وقد طالبت بها منذ فترة، بل طالبت بالإكثار منها قدر المستطاع، خصوصًا فى مواجهة الوحش الذى يلتهم التنمية التهامًا.
مصر الآن فى وضع لا تحتمل فيه وحشًا أشد ضراوة اسمه الزيادة السكانية، إذ ترى كثير من الدراسات المهتمة بمسألة علاقة الزيادة السكانية بمعدلات التنمية أن النمو المتسارع لعدد السكان هو السبب الرئيسى الذى يقف وراء ظاهرتى الفقر والتخلف فى البلدان النامية تحديدًا، وأن من الشروط الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية فيها هو ضمان تحقيق إبطاء للنمو السكانى بما يتماشى والموارد الموجودة.
الدولة المصرية واجهت خلال الفترة الماضية الكثير من الوحوش، كان فى بدايتها عدم الاستقرار والإرهاب، ثم وحوش الكوفيد وتداعيات الصراع الروسى – الأوكرانى، وبالتوازى مع هذه المواجهات كانت الحرب الأكثر شراسة مع الزيادة السكانية مستمرة، وقد حاولت الدولة عن طريق تحديث بنيتها التحتية ومشروعات الإسكان المستمرة أن تتعامل مع هذا الوحش.
حسنًا فعلت الحكومة المصرية عندما وضعت عدة مستهدفات لضبط النمو السكانى، من خلال برامج تنظيم الأسرة المعتمدة، والتى تستهدف خفض معدلات الإنجاب بصورة تدريجية إلى نحو 2.1 طفل لكل سيدة عام 2032، والوصول إلى 1.6 طفل لكل سيدة فى 2052.
ومنها مثلًا إتاحة وسائل تنظيم الأسرة بالمجان للجميع، ورفع وعى المواطن المصرى بالمفاهيم الأساسية لـ القضية السكانية وبآثارها، ووضع إطار تشريعى وتنظيمى حاكم لضبط هذه المسألة، ومن بين المستهدفات كذلك تحقيق التمكين الاقتصادى للمرأة وتمويل حزمة من المشروعات الصغيرة لها.
https://twitter.com/elwatantoday/status/1631808007452467201?s=20
لا يمكن أن نلوم الدولة المصرية فى تعاملها مع هذا الملف، وإن كنت أريد أن تزيد المحفزات الإيجابية أكثر، وكذلك أريد أن تعمل الدولة على رفع وعى المواطن حول خطورة القضية السكانية بالتحديد؛ لأنها من القضايا المهمة والتى قد لا يشعر بها المواطنون؛ لأن الكثير منهم يعتقد أن ما يحدث فى بيت الجيران لا يؤثر عليه.
تلك ثقافة موروثة لا بد من تغييرها بالكثير من العمل ومن الأفكار.
اقرا ايضا |