بقلم حسن النجار .. الذكرى العاشرة الـ ” 30 من يونيو ”  ثورة غيرت مسار مصر وأسست لدولة عصرية انطلقت نحو العالمية

0 47

بقلم حسن النجار .. الذكرى العاشرة الـ ” 30 من يونيو ”  ثورة غيرت مسار مصر وأسست لدولة عصرية انطلقت نحو العالمية

hassan elnagar
hassan elnagar

بقلم | حسن النجار

الـ 30 من يونيو لعام 2013، لم يكن مجرد تاريخ مرّ على من عاصروه كغيره من التواريخ التي تمر علينا، بل تاريخ أسس لإعادة المصريين إلى أحضان وطنهم الذي غاب عنهم عام كامل، ظنوا أنهم بعيدون عنه أو غرباء فيه،

وفي الحالتين عزلة مقهورة، فرضتها ظروف أكثر قسوة بعدما حل الإخوان بجماعتهم وتنظيمهم وتصدروا المشهد، لكنها الأم التي لم تكد تغيب عن أبنائها مهما مرت الأيام بمرارتها وقسوتها.

تظل ثورة 30 يونيو  علامة فارقة في تاريخ مصرالحديث، وبداية لانطلاقة حقيقية لدولة عصرية، قوامها المؤسسية والأسس العلمية في البناء والتطور، نجحت في غضون سنوات قليلة في كسر كل الصعوبات

وتجاوز المحن لتقهرها وتسير فوقها وتحولها لنقطة قوة حقيقية تبدأ من خلالها في تحقيق تقدم ملموس وتنمية مستدامة ووضع أجندة تنشد النهضة الشاملة بمفهومها العملي على كل الملفات.

قبل 30 يونيو ، كانت مصر هكذا: انقطاع دائم ومستمر للتيار الكهربي، فكان المصريون يعيشون على الظلام، وطلابها عادوا لمنتصف القرن العشرين حينما كانوا يذاكرون على ضوء خافت ويتحسسون الكلمات،

كذلك بنية تحتية منهارة وعربات بمختلف أنواعها متراصة بالمئات صفوفًا في انتظار رحمة توافر البنزين على محطات الوقود في ربوع مصر ، وأجواء مضطربة وأحوال معيشية مضنية،

فلا استثمار يذكر ولا بنية تحتية متوفرة ولا ظروف معيشية تسمح بالحد الأدنى من توافر سبل العيش الكريم.

كانت ملامح المستقبل ملبدة بالغيوم، في وقت حاولوا فيه بسط نفوذهم، وتقسيم ال مصر يين وإرهابهم،

وكانت المحاولات الدؤوبة قائمة على وضع يدهم في كل مفصل من مفاصل الدولة لتتحول إلى مبدأ السمع والطاعة،

حاولوا أن يجروا بلدا قوامه 100 مليون شخص للعمل بتبعية المرشد وأذنابه.

في ذلك الوقت، كان يحتفي من ظنوا أنهم ملكوا قوام هذا البلد أنهم قابعون على أنفاسها لقرون، بلغة الامتلاك لا الملك، السيطرة لا الحكم، يوزعون ثروات هذا البلد على أعضائها دون النظر لأبنائها الحقيقيين،

لكنها الـ 30 من يونيو حلّت وحلّ معها تاريخ جديد، قضى على آمال من أرادوا أن يحكموا بلغة القوة، وفرضها باستحلال الدم، جاءت كالعاصفة لتعصف بآمالهم وأحلامهم.

جاءت 30 يونيو ، لا لتقذف بحكم الإخوان خارجًا، بل لتدفن آمال كل من طرح أجندته التوسعية من دول إقليمية دعمت ومولت الإخوان على مدار سنين آملين في أن يكونوا الطريق لبسط نفوذهم علىمصر ،

 كادت تتسبب في عزلة دولية وعربية وإفريقية بسبب تلك الترهات، وما كان من زيارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،

والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، الحفاوة والترحاب الذي قوبلوا به فيمصر وفي كل خطوة خطوها،

 إلا دليلًا على تلك المحاولات البائسة من بسط نفوذ المد الشيعي والعثمانلي كل على حد سواء.

جاءت 30 يونيو ، لتغير المسار وتعيد الحق لأصحابه، لتضع مصر في مكانتها الإقليمية والدولية، بعدما تحولت لأضحوكة على أيدي تنظيم الإخوانوحكمهم في كل الملفات، بعد أن أظهروها ضعيفة، سلبية،

مأزومة، مترهلة، تابعة، جاءت لتجمع لا لتفرق، تلم الشمل لا تقسم، من خلال زعيم وطني مخلص لبلده حمل على عاتقه في وقت شديد الصعوبة، عودة ال مصر يين لأحضان بلدهم وتحقيق نهضتهم مهما كلف الأمر من عناء،

غسل الماضي وكسر عنفوانه البغيض الذي لطالما حاول أن يطارد خيالات ال مصر يين.

دفعت مصر ثمنًا غاليًا لكي تعود، تنهض، تتقدم، تكسر أزمات الماضي وتضعه خلفها، دفعت من دم خيرة أبنائها الكثير بعد أن حاول تنظيم الإخوان أن يثأر من ملايين ال مصر يين،

عبر السنوات الماضية، لكنه قدر الله أراد أن يختبر تحمل ال مصر يين وقدرتهم على تحمل الصعاب في السبيل للخروج من بر الأمان،

 واصطفوا خلف الرئيس السيسي ، الذي لطالما يحرص على توجيه الشكر لأبنائه من الشعب على تحمل المسئولية في ظرف كان شديد القسوة، وكانوا دائمًا محل ثقة دائمة لدى القيادة السياسية.

مصر كانت حبيسة أفكار متشددة، عقول متحجرة، لا ترى إلا ما تراه هي وحسب، ولا تنظر للغد، فهي تقف عند حد أهوائها ومصالحها، حتى لو كلف تحقيق ذلك استحلال دم الآخر وتكفيره،

 مستترة بعباءة دينية كشف ال مصر يون زيفها ونجحوا في إسقاطها، بتلاحمهم ووعيهم وثقتهم في قواته المسلحة العتية وشرطته الباسلة.

بعد 30 يونيو ، تغير المشهد وزال الغيوم، وتكشفت الحقائق، وأصبحت مصر لها طريق وأسس معلومة الاتجاهات، فتحول ظلام ال مصر يين الدامس إلى نور،

وتتغير الملفات وتتشكل الخطط تمهيدًا لدولة عصرية تلحق بركب التطور العالمي.

عملت مصر الجديدة اي الجمهورية الجديدة بعد 30 يونيو ، إلى تغيير معالم الماضي بكل أشكاله، ونجح الرئيس السيسي ، في تحقيق كل ما كان يأمله ال مصر يون،

عبر العمل على ملفات حيوية وتهم الشارع المصر ي، بالتوازي مع عودة مصر الجديدة إلى مكانتها الإفريقية والدولية عبر سياسة خارجية متوازنة، والعمل جنبًا إلى جنب على المشورعات القومية وتطوير كافة المؤسسات.

الرئيس السيسي نجح في تحطيم كل قوى الشر، التي عملت على تشويه كل منجز بالدولة ال مصرية، عبر كتائبهم الإلكترونية المشبوهة، لكن واقع الحال وبلغة الأرقام فإن مصر ،

 رغم كل التحديات، نجحت في تجاوز المحن التي واجهتها وأضحت تعيش مرحلة جني الثمار، وقدمت مصر للعالم نموذجاً مبهراً في الإصلاح الاقتصادي والقدرة على الإنجاز.

فمعدل النمو اقترب من 6% قبل تأثيرات جائحة كورونا الحالية، وانخفضت نسبة البطالة من 13.4% إلى 7.5% عام 2019، وهوت معدلات التضخم مما يزيد عن 30% إلى نحو 5% في عام 2020،

ناهيك عن النجاح الطاغي في الكهرباء الذي حول مصر من دولة تعاني مشكلة في الكهرباء إلى دولة مصدره للكهرباء والطاقة، وأضافت قدرات جديدة بنحو 28 ألف ميجاوات،

كذلك الانطلاقة الكبيرة في الاستكشافات البترولية والغاز والتي حولت مصر من دولة مستوردة للغاز الطبيعي إلى دولة مصدرة للغاز ومحور عالمي لتجارة الغاز.

وكذلك مشروعات الإسكان الجديدة، وآلاف الكيلو مترات من الطرق والمحاور بتصميم وتنفيذ عالمي، مشروعات الصحة والمبادرات الرئاسية في هذا المجال،

وكذلك التطور اللاحق في التعليم وغيره من الملفات التي استطاعت أن تغير مفاهيم كثيرة لدى أبناء الدولة المصر ية وخارجها.

اترك تعليق