المنظمة الحكومية للتنمية “إيقاد” تعلن إطلاق عملية سلام لحل الصراع في السودان وحماية المدنيين
كتب| محمد حجازي
دعت اللجنة الرباعية لدول المنظمة الحكومية للتنمية “إيقاد” المعنية بحل الأزمة في السودان، امس الاثنين، إلى عقد قمة إقليمية لبحث نشر قوات لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات، بعد نحو 3 أشهر من القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.
وقالت “إيقاد” في بيان، إنها وافقت على طلب عقد قمة لهيئة إقليمية أخرى، وهي “القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا” (EASF)، المكوّنة من 10 أعضاء، لـ “النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
والسودان عضو في الهيئتين، وكذلك إثيوبيا، وكينيا، والصومال، وأوغندا.
واجتمعت اللجنة الرباعية “إيقاد” المكونة من 8 دول في منطقة القرن الإفريقي وما حولها، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لإطلاق عملية سلام لحل الصراع في السودان.
واندلع الصراع في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في 15 أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
وقف نار غير مشروط
وشددت اللجنة في بيانها، على ضرورة “حشد وتركيز جهود جميع الأطراف المعنية، من أجل عقد لقاء مباشر بين قادة طرفي النزاع”.
وحضت اللجنة الرباعية على “الوقف الفوري للعنف، والتوقيع على وقف غير مشروط وغير محدد لإطلاق النار، من خلال اتفاق لوقف الأعمال العدائية مدعوم بآلية فعالة للإنفاذ والرصد”.
وجددت مجموعة “إيقاد” التزامها باتخاذ خطوات ملموسة لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة إلى السكان السودانيين المتضررين من النزاع، في ظل تدهور الوضع الإنساني في البلاد.
وترأس القمة الرئيس الكيني وليام روتو، وحضرها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في حين تغيب عن الاجتماع رئيسا جيبوتي إسماعيل عمر جيله، وجنوب السودان سلفا كير ميارديت.
لكن المبادرة واجهت انتكاسة، إذ لم يحضر وفد من الجيش السوداني في اليوم الأول من الاجتماعات، بعد رفضه أن يترأس الرئيس الكيني للجنة تيسير المحادثات، بوصفه متحيزاً للطرف الآخر (قوات الدعم السريع).
وعبرت اللجنة الرباعية في بيانها الختامي عن أسفها لغياب وفد الجيش السوداني، مؤكدة أن الحل العسكري للصراع الدائر في السودان “غير قابل للتطبيق”.
رفض رئاسة كينيا
في المقابل، قالت وزارة الخارجية السودانية إن وفدها لم يحضر لأن “إيقاد” تجاهلت طلبها باستبدال الرئيس الكيني وليام روتو كرئيس للجنة التي تقود المحادثات.
وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”، إن من ضمن أسباب عدم مشاركة الوفد “عدم حيادية الرئيس روتو في الأزمة القائمة”. واتهمت كينيا الشهر الماضي بإيواء قوات “الدعم السريع”.
ولم يرد مكتب روتو ولا وزارة الخارجية الكينية على الفور حين طلبت وكالة “رويترز” التعليق. وقالت الحكومة الكينية الشهر الماضي، إن الرئيس حكم محايد عينته قمة “إيقاد”.
وعقب الاجتماع، دعا روتو إلى وقف إطلاق النار غير المشروط، وإنشاء منطقة إنسانية في الخرطوم للمساعدة في توصيل المساعدات الإنسانية.
“ذرائع واهية”
من جهتها، انتقدت قوات “الدعم السريع” مقاطعة وفد الحكومة لاجتماع اللجنة الرباعية. وقالت في بيان: “تفاجأنا بمقاطعة وفد القوات المسلحة للجلسة الأولى بذرائع واهية غير موضوعية، رغم وصوله لأديس أبابا”.
وأضافت أن “هذا التصرف غير المسؤول يكشف ما نؤكده بأن القرار داخل المؤسسة العسكرية مختطف، وأن هناك مراكزاً متعددة لاتخاذ القرار بداخلها تسعى إلى إطالة أمد الحرب، وعرقلة المساعي كافة التي يبذلها أشقاء وأصدقاء السودان في محيطه الإقليمي والدولي”.
“بحث إنهاء الحرب”
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية لـ”جريدة الوطن اليوم “، الأحد، إن “وفداً من القوات المسلحة توجه، من جدة إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماعات إيقاد لبحث مسألة إنهاء الحرب”، مشيرةً إلى أن “اللواء محجوب بشرى سيكون على رأس وفد الجيش”.
وكانت مصادر رفيعة قالت لـ”جريدة الوطن اليوم”، الجمعة، إن “إيقاد” دعت رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى “لقاء مباشر”.
وكانت الهيئة قد اقترحت لقاءً بين البرهان وحميدتي خلال قمتها في جيبوتي، ولكنه لم يتم، إذ قال البرهان حينها إنه “لن يلتقي حميدتي في ظل الظروف الراهنة”.
وتسعى الهيئة منذ اندلاع النزاع في أبريل الماضي، إلى طرح مبادرات “لتسهيل الحوار بين كافة الأطراف لإيجاد حل جذري للأزمة السودانية”.
وأعلن البرهان، الأربعاء الماضي، رفض بلاده رئاسة كينيا للجنة الرباعية بِشأن الأزمة في السودان.
ولم تفلح الجهود الدبلوماسية حتى الآن في وقف القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع“. وتوقفت الشهر الماضي المحادثات التي استضافتها جدة برعاية الولايات المتحدة والسعودية.
وأدى الصراع الذي اندلع في الخرطوم إلى نزوح أكثر من 2.9 مليون شخص، فر منهم قرابة 700 ألف إلى دول الجوار من بينهم أكثر من 255 ألفاً عبروا الحدود إلى مصر، وفقاً لأحدث الأرقام التي نقلتها وكالة “رويترز”، عن المنظمة الدولية للهجرة