الداخلية توضح ملابسات حريق مديرية أمن الإسماعيلية والوزير يوجه بسرعة إنجاز التحقيقات
كتب| حسن النجار
3 ساعات كاملة استغرقتها عمليات الإطفاء، لمبنى مديرية أمن الإسماعيلية، الذي دُمر بأكمله إثر نشوب حريق هائل داخل المبنى المكون من 9 أدوار، وحوله تنتشر سيارات الإسعاف والمطافئ،
ورجال وسيدات بملابس مدنية، يبحثون عن قريب لهم ولا ملاذ لهم سوى الوقوف والانتظار بعد مرورهم على المستشفيات «كعب داير» للعثور على أحدهم، البعض منهم يطمئن والآخر يظل في حيرة وقلق.
وزير الداخلية يتفقد حريق مديرية أمن الإسماعيلية
المبنى، زاره وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، عقب عمليات الإطفاء، حيث شهد المكان تشديدات أمنية ومنع الوقوف أمامه والاقتراب، حتى سماع الوزير لأقوال شهود عيان وقوات الأمن للوقوف على ملابسات الحادث، ووجه بسرعة إنجاز التحقيقات.
شباب في أوائل العشرينيات، حضروا يبكون زملاءهم، هالهم ما رأوا من آثار الدماء، كانوا يباغتون المسعفين بالأسئلة: في حد مات؟!، يجيبون عليهم برفق مطمئنين إياهم: «لحد دلوقتى ولا حالة وفاة واحدة.. اللى تم نقلهم كلهم مصابين».
الحال أمام مبنى مديرية أمن الإسماعيلية، الواقع وسط المحافظة، والمأهول بعناصر الشرطة على مدار الساعة، وسط كتلة سكنية ومحال تجارية بمنطقة السلطان حسين،
كان مأساويًا، يصفه أحد المحققين، الذي رفض نشر اسمه، موضحًا أن كتل الخرسانات كانت تتساقط وظهرت الأسياخ الحديدية لشدة النيران، وبمنتهى السهولة يمكنك إمساك الأعمدة وفركها بيدك لتتفت، وعمليات الترميم ربما تكون صعبة.
تفحم مبنى مديرية أمن الإسماعيلية عن آخره
وظهرت آثار التفحم على المبنى بأكمله، ومعه احترقت كل المتعلقات التي كانت بداخله، إذ كانت ألسنة اللهب تتصاعد من طوابقه العليا، حيث يغط في النوم عاملون سرعان ما فزعوا مهرولين إلى الشارع فكانت النجاة من موت محقق أشبه بمعجزة إلهية.
مع خروج كل عربة إسعاف من المبنى، شاب عشرينى يوقفها ويستحلف قائدها: «والنبى تشوف أخويا معاكم ولا لأ»،
يرفع صورته أمام الأهالى ويدور بها على زملاء شقيقه المتواجدين على الأرصفة المحيطة، ينهار حين يجيبه الجميع بـ«منعرفش حاجة عنه»، يبكى عليه «يارب يكون عايش».
هناك سيدة فزعها منظر المبنى، من بعيد ما إن رأته سقطت مغشيًا عليها، أتت للاطمئنان على ابنها، ولم تهدأ سوى بتأكيد صديقه أنه بخير ويتلقى العلاج في المستشفى، لتهرول إليه.
إخلاء العقارات المجاورة
«رجال على قدر المسؤولية».. يصف بها أصحاب المحال التجارية، قوات الحماية المدنية، يقولون إنه لولا تصديهم للنيران ومنع امتدادها للمجاورات لتحولت المنطقة بأكلمها إلى كتلة رماد.
سكان العقارات الملاصقة للمبنى لم يقف أي منهم بالشرفات خشية الدخان الذي غطى سماء المنطقة، وقال عاملون بالمكان إن أغلبهم غادر أثناء الحريق خشية على حياتهم، كون النيران كان منظرها يخيف النّاس ولا أحد يضمن عواقبها