بقلم حسن النجار.. الرئيس السيسي خلال حفل تخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية. يوجه برسائل تاريخية لكل الأطراف 

سياسة | الكاتب الصحفي حسن النجار رئيس ترير جريدة الوطن اليوم

0
حسن النجار
حسن النجار

بقلم حسن النجار  

تواجه الدولة المصرية في هذه المرحلة تحديات غير مسبوقة طالما أكد عليها بكل شفافية وصراحة الرئيس عبد الفتاح السيسي سواء فيما يتعلق بالوضع الداخلي، أو حتى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية الشرقية والغربية والجنوبية،  

وصولا لما تشهده المنطقة من تغيرات خطيرة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى يوم السبت 7 أكتوبر.  

مخططات خبيثة يحاول أهل الشر تمريرها، لكن مصر قيادة وجيشا وشعبا لها بالمرصاد. 

رأي عام عالمي متحيز نتيجة البروباجندا الصهيونية المسيطرة على الوعي الجمعي للغرب لتحقيق مصالحها. 

حملات تشكيك وتشويه لا تتوقف من إعلام معاد يستهدف إفشال الدولة المصرية، وإعادة سيناريو الفوضى -سبق أن حذر منها الرئيس السيسي، خلال فعاليات مؤتمر حكاية وطن–  

وطالب بالتصدي لها وعدم الانسياق وراءها، خلال ماراثون انتخابات الرئاسة المصرية.  

من هنا تأتي أهمية كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الحفل المبهر لتخرج دفعات جديدة من الكليات العسكرية.. رسائل تاريخية لكل الأطراف.. ولست مبالغا إن قلت إنها أقوى وأخطر وأجرأ كلمة منذ سنوات عديدة لرئيس عربي عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والموقف المصري من عملية السلام في المنطقة. 

رسائل الرئيس السيسي جاءت في توقيت شديد الحساسية والخطورة، بكل ما تحمله الجملة من معنى ودلالة.. العالم مقلوب رأسا على عقب.. لا صوت  في الغرب وإعلامه وتصريحات مسئولية يعلو فوق صوت دعم إسرائيل للانتقام ردا على ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر عملية “طوفان الأقصى”.  

التصعيد الإسرائيلي وصل لدرجة الجنون.. الدعم الغربي العسكري والدبلوماسي لإسرائيل أعمى وبلا حدود، ومصاب كالعادة بمرض ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.  

زيارات كبار المسئولين الغربيين للكيان الإسرائيلي على مدار الساعة.  

النتيجة غزة تنزف بآلاف من الشهداء والمصابين، نصفهم من النساء والأطفال، بخلاف حصار سكان القطاع “الحبيس” عسكريا وقطع المياه والكهرباء والوقود، مع استمرار الغارات التي تستهدف مئات المدنيين يوميا، وبالأخص الأطفال والنساء العزل..  

حديث الرئيس لكل الأطراف كان قويا واضحا، لا يحتمل التأويل أو إمساك العصا من المنتصف، رغم كل الضغوط وإرهاب آلة الإعلام الدولي التي نعرف جميعا من يحركها بالريموت كنترول. 

لا أحد يجرؤ على المزايدة على دور مصر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية والعمل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط على سبيل المثال لا الحصر: 

تحظى القضية الفلسطينية بالأولوية القصوى في الدبلوماسية الرئاسية.  

تتبنى مصر موقفًا ثابتًا طوال تاريخها في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز فرص التوصل إلى حل سلمي عادل وشامل.  

مساعدات انسانية ممتدة للشعب الفلسطيني وإعادة إعمار لقطاع غزة، حفاظا على حياة أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني.  

تستضيف مصر دائما اجتماعات ومباحثات واتصالات لا تتوقف بين جميع الأطراف المعنية لضمان أمن واستقرار المنطقة.. 

تعمل القيادة المصرية والأجهزة المعنية دائما على تعزيز الوحدة الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية آخرها اجتماع العلمين بين كافة الفصائل الفلسطينية منذ عدة أسابيع.  

أعاد الرئيس السيسي خلال كلمته في الأكاديمية العسكرية التأكيد أيضا على موقف مصر القوي والفاعل من القضية الفلسطينية قائلا:  

أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق،  

وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه، بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال.  

الرئيس السيسي أيضا حذر بشكل واضح لأول مرة من مخططات وأد القضية الفلسطينية تحت أى مسمى.. داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بتوفير أقصى حماية للمدنيين،  

والعمل على منع تدهور الأوضاع الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار والتجويع والتهجير مع استعداد مصر لتسخير كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط.  

تبقي كلمة أخيرة طالما أكد عليها الرئيس السيسي وهي وحدة الصف التي تمثل حائط الصد للحفاظ على الأمن القومي أمام كل هذه التحديات.. 

 فلن يستطيع أحد المساس بمصر القادرة على تأمين وحماية حدودها بفضل وطنية قيادتها وعقيدة قواتها المسلحة وبسالة شرطتها وصمود شعبها. 

اترك تعليق