رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية: أرض سيناء موطن استجابة الدعاء وأول مكان لنزول الوحي
كتب| احمد شمس
قال الدكتور مجدي عبدالغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بالقاهرة، إن سيناء أرض مباركة، موضحا أن صفوة الخلق وهم الأنبياء نزل على بعضهم الوحي في هذه البقعة المباركة التي تجلى الله- سبحانه وتعالى-
عليها لسيدنا موسى عليه وسلم، فاهتز الجبل ولم يتحمل أنوار الله- سبحانه وتعالى- حيث قال سبحانه: «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ».
وأضاف عبدالغفار، خلال ملتقى الجامع الأزهر الأسبوعي «شبهات وردود» اليوم الثلاثاء، والذي جاء هذا الأسبوع تحت عنوان: «سيناء ومكانتها في القرآن الكريم» وحاضر في الملتقى د. مجدي عبدالغفار،
وأدار اللقاء الشيخ صابر محمد السعيد، الباحث بإدارة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، أنَّ سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية،
وأرض الشرف كما أنَّ سيدنا موسى- عليه السلام- كان يسير في أرض سيناء وأراد الله أن يلفته إلى الواد المقدس طوى، فجعل له انعكاسا من النار فانجذب إليها.
وشدد الأستاذ بجامعة الأزهر، على أن أرض سيناء جزء من أرض مصر، ولها مكانة عظيمة ومميزة في القرآن الكريم، وليست هذه المكانة مع نزول القرآن وفقط، بل قبل نزول القرآن،
وصاحبة نزوله، وبعد نزوله، فهي أول أرض شهدت أول وحي إلهي مباشر بغير واسطة (جبريل عليه السلام)، عند جبل الطور بسيناء على أرض مصر، قال تعالى في حق سيدنا موسى عليه السلام:
«وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا» مريم :52، أي في ذلك المكان (الجانب الأيمن) من جبل الطور كان أول وحيّ ونداء من الله لموسى عليه السلام.
وأشار رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، إلى أن سيناء وردت في القرآن الكريم مرتين صراحة، إحداهما في سورة المؤمنون، حيث قال تعالي «وشَجرةً تخْرجُ مِن طُورِ سَيْناءَ تَنبُتُ بالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآَكِلِينَ» والأخرى في سورة التين في قوله تعالي
«والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين»، وفي هذه الآية امتنان ببعض ما أنعم الله به وتفضل به على العباد من أراض خصبة تنبت بها الزروع والثمار وتجلب لهم الخير والرزق طوال العام،
وتتميز أرض سيناء عن غيرها فهي موضع قدم للأنبياء حيث كلم الله سيدنا موسي- عليه السلام- من فوق جبلها وأمره بأن يمكث في أرضها وسيأتيه الخير من أرضها،
مشيرا إلى مكانة أرض سيناء، فهي موطن استجابة الدعاء، ونجاة للهداة وهلاك للعصاة، وفيها الجبل الوحيد الذي تجلى عليه رب العالمين، موصيا الشباب بترك المدنس والالتزام بالمقدس، والمحافظة على ترابها وأرضها.
من جهته أوضح الشيخ صابر السعيد، أنَّ سيناء أرض طاهرة بنص القرآن الكريم قال الله: (إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) وكأنَّ الله يريد أن يقول لنا في طريق النصر على الأعداء،
ينبغي على كل واحد أن يخلع نعليه من الشهوات والشبهات ومما علق بنا من أمور الدنيا، فتأتي سيناء بهذه اللفتة القرآنية لتخبر الأمة أن تخلع عباءة الدنيا ليعيد الله لها مجدها وشرفها.
وأضاف أنَّ هذه البقعة أمّنها الله بقدرته وحكمته يوم أن يقل النصير وينعدم من يدافع عنها حيث قال الله على لسان سيدنا يوسف«وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»
وسيدنا يوسف مشى على أرض سيناء، فحُقّ لنا أن نفخر بهذه الأرض وأن نستلهم منها الدروس والعبر سائلين الله أن يكتب للأمة النصر والتمكين.