قلم حسن النجار.. يتساءل اين افراد القوات المسلحة من الانتخابات الرئاسية المصرية؟ 

0
حسن النجار
hassan elnagar

بقلم | حسن النجار  

دي حقيقة فى اليوم الاول من أيام الاستحقاق، توجهت لتأدية واجبى الوطني، بالمشاركة فى انتخابات رئاسة الجمهورية،  

ووصلت إلى لجنة الانتخابات المحددة لى، بإحدى المدارس التابعة للصالحية القديمة بمركز ومدينة فاقوس بالشرقية، فى الصباح، متعمدا الوصول مبكرا 

، لأنتهي من الإجراءات اللازمة، قبل أن أستأنف يومى، بعد ذلك. ووصلت، بالفعل، فى تمام العاشرة صباحا، لأتفاجأ بمشهد الطوابير المصطفة أمام اللجنة الانتخابية،  

فطابور الرجال امتد لأكثر من عشرات الامتار، ومثله، تماما، طابور السيدات. ولأن، البعض، قد لا يصدق،  

إلا إن شاهدت بنفسي، وحيث إن الصورة لا تكذب، فلقد قام مراسل صحيفة «جريدة الوطن اليوم» بتصوير تلك الطوابير، ونشرها، على الفور، على شبكات التواصل الاجتماعي، ليطلع عليها الجميع. 

ودخلت اللجنة، وأديت واجبى الانتخابي، وعند خروجي منها، وبمشاهدة الطوابير، التى زاد أعداد الواقفين فيها، 

تبادر إلى ذهني سؤال، وهو «أين أفراد القوات المسلحة، التى اعتدنا رؤيتها، طوال السنوات العشر الماضية،  

لتأمين مثل تلك العمليات الانتخابية، سواء الرئاسية أو البرلمانية؟»، فلم أرَ حولي أيا من العربات المدرعة،  

سواء التابعة للقوات المسلحة أو للشرطة المدنية،  

ولم أر أفراد الخدمة من الشرطة العسكرية للقوات المسلحة، ولا حتى وحدات الأمن المركزي للشرطة المصرية بعرباتهم المدرعة. فلم يكن لأى منهم حضور فى المشهد، الذي اقتصر على التأمين فيه على وجود أفراد الشرطة المدنية، 

 لتأمين مقار اللجان، وفقاً للنظم المعمول بها فى أى مكان فى العالم، ووفقا لاحتياجاته،  

فرأيت فى لجنتي الانتخابية ضابط شرطة، سيدة، برتبة نقيب، لمساعدة السيدات من كبار السن، وتنظيم دخولهن وخروجهن من اللجنة الانتخابية للإدلاء بأصواتهن.  

ولما عدت لسيارتي، تجولت حول المدرسة، التى أدليت فيها بصوتى، بعض اللجان بالصالحية لعلى أجد أيا من عناصر القوات المسلحة أو من الأمن المركزي، بعرباتهم المدرعة، والتى عادة ما توجد بالقرب من مكان اللجان الانتخابية،  

ونطلق عليها فى القوات المسلحة اسم «احتياطي قريب»، والذي تكون مهمته الوجود بالقرب من منطقة الحدث، للتدخل، سريعا، فى حالات الطوارئ، 

 إلا أننى لم أجد أيا من أفرادهم فى محيط منطقة الانتخابات. والحقيقة أننى شعرت بالفخر والطمأنينة،  

بعودة مصر، كما كانت دوماً، دولة قوية ومستقرة وآمنة، قادرة على تنفيذ أهم استحقاق انتخابي، فى عصرها الحديث، بصورة حضارية.  

ولما وصلت إلى مكان عملي اتصلت بأحد من قيادات القوات المسلحة خير اجناد الارض ، للاستفسار عن سبب أو أسباب غياب قوات التأمين من القوات المسلحة، 

والتي اعتادت الخروج لتأمين اللجان الانتخابية، خلال السنوات العشر السابقة؟  

وجاءني الرد واضحاً، بأن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر تعليماته بعدم تدخل أفراد القوات المسلحة، أو الأمن المركزي، فى عمليات تأمين اللجان الانتخابية،  

نظرا لعدم الحاجة لوجودهم، فى ظل ما تشهده البلاد من استقرار الأوضاع بها، وهو ما يجب أن يظهر جليا للعالم كله، 

 وأن يقتصر التأمين على الوجود الشرطي اللازم فى مثل تلك المواقف، التى يعتمد تأمينها، بالأساس، على حسن تصرف أبناء الشعب المصري.  

والحقيقة أن الرهان كان فى محله، فقد خرج الشعب المصري، فى مظهر حضاري، فاق كل التوقعات،  

سواء بالحضور المكثف، أو بالانضباط، فى اللجان الانتخابية، ليحقق أكبر نسبة مشاركة فى العقود الأخيرة، وفق ما صدر من استطلاعات أولية، 

فلم تشهد اللجان الانتخابية، فى عموم مصر، أى خروقات أو أحداث غير منضبطة، ليثبت الشعب المصري العظيم،  

مرة أخرى، حبه وولاءه وإخلاصه لوطنه، وحرصه على ظهور مصر فى أبهى صورها، التى تستحقها. 

 وفى اليوم الأخير من الانتخابات، تقابلت مع عدد من طلاب وطالبات الجامعة 

وكم كانت سعادتي عظيمة، والكل قد رفع يديه، ليظهر علامات الحبر الفوسفوري على أصابعهم، دليلا على قيامهم بتأدية الواجب الانتخابي، 

 والإدلاء بأصواتهم فى العملية الانتخابية. وهو ما يعد أحد أهم مؤشرات نجاح العملية الانتخابية،  

بعد سنوات من عزوف الشباب عن المشاركة فى أى عملية انتخابية، متحدياً الأبواق الزائفة لجماعة الإخوان وتابعيهم، من كارهي مصر وطننا الغالي،  

الذين حاولوا إثناء أفراد الشعب عن المشاركة، بدعوى أن النتيجة محسومة لصالح مرشح رئاسي محدد. بينما، فى الحقيقة،  

أن المشاركة فى الانتخابات، هى أولى خطوات ممارسة الحرية والديمقراطية، بصرف النظر عن النتائج، وهو الواجب الذى يجب عدم التفريط فيه أبداً. 

ومن هذا كله، أرى أن انتخابات الرئاسة المصرية 2024، ستبقى علامة فارقة فى تاريخ مصر الحديث،  

لعدة أسباب، أولها كثافة المشاركة فيها من كل فئات الشعب وطبقاته، وثانيها عدم احتياجها لتأمين إضافى من الشرطة أو القوات المسلحة، وثالثا،  

وهو الأهم،  

إقبال الشباب المصري على المشاركة فيها، وممارسة حقه الديمقراطي، لتظهر مصر فى صورتها العظيمة للعالم كله،  

بالتزامن مع احتفالاتها بذكرى مرور 100 عام على أول عملية انتخابية تمت فى تاريخ مصر، بعد دستور 1923، 

 وليشرفها أبناؤها وشبابها، بأن تكون مشاركتهم بصورة منضبطة، وحضارية، تليق بمكانة مصر بين دول العالم، 

 وليثبت الشعب المصري العظيم أن بلاده عظيمة وآمنة ومستقرة، ولها دور عظيم فى تحقيق الديمقراطية منذ القدم وعبر العصور. 

حفظ الله مصر حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش  

اترك تعليق