بقلم | حسن النجار
هو السعدنى.. الذى أسعدنا سنوات وسنوات، الذى قام بالأعمال الهادفة والمتأصلة التى كانت تلقى فى وجدان محبيه فيلتفون حوله أكثر فى ود ومحبة متبادلة، هو العمدة، والحسن.. هو الفنان المبدع صلاح السعدنى عمدة الدراما المصرية الذى رحل عن عالمنا اليوم،
بعد عطاء استمر لسنوات، قدم خلالها أعمالا فنية غير عادية لن تتكرر، سواء عند ظهوره على خشبة المسرح أو السينما وحتى على شاشة الدراما، تاركاً خلفه ميراثا فنيا كبيرا.
السعدنى الذى أسعدنا.. هو ممثل عفوى امتاز بالتلقائية الشديدة التى كانت تصل لنا كمشاهدين، فيقوم بأداء أدواره بكل بساطة، ودون ابتذال وبشكل متقن، فهو الأسطى حسن فى مسلسل أرابيسك الذى يحب التراث ويعشق المهنة التى تكاد تكون مندثرة، ويدافع عنها بكل جوارحه.
وهو العمدة سليمان غانم، الذى تخلى عن جذوره الريفية وأحب نازك السيلحدار، إحدى هوانم الطبقة العليا فى مسلسل ليالى الحلمية، لتدور الأحداث فى إطار درامى لا يخلو من نكهة خفيفة الظل ألقاها السعدنى على شخصية العمدة غانم، لتظل وتبقى تلك الشخصية خالدة فى ضمير الدراما المصرية.
كان الفنان الراحل قيمة فينة لا تعوض، كان يحب اختيار الأعمال التى يقوم بتمثيلها بعناية وحرفية شديدة وصدق، وهذا ما جعل الناس تتعلق به، خاصة فى الكثير من الأعمال التى كان يقوم فيها بدور الموظف الشريف ويتحدث عن المبادئ والعمل الجاد.
الأدوار التى اختارها السعدنى تنوعت باختلاف فئات وطبقات المصريين، فكما قام بأداء دور العمدة، أدى دور الفلاح المغلوب على أمره فى مسلسل ولسه بحلم بيوم، عندما أراد العمدة الذى كان يقوم بدوره الفنان نور الشريف متزوجا من الست عين والتى قامت بدورها الفنانة سميحة أيوب، وهى أكبر منه،
مما يجعل العمدة يعجب بزوجة صلاح السعدنى وهى الفنانة صفاء أبو السعود، الذى كان أغلب الوقت مطاردا.
ومثل الراحل صلاح السعدنى فى السينما عدة أفلام مثل فيلم “الأرض” الذى كان دوره محوريا، وفيلم “أغنية على الممر” وغيرها من الأعمال المميزة،
وعمل أيضاً في المسرح، مثل مسرحية “الملك هو الملك” و”باللو باللو”، وغيرها من المسرحيات، فكان أداؤه متميزا لا يشبه أحدا، فكان يرتقى بالمتفرج ليرى فنا ذى قيمة عالية بشكل بسيط وراق.
