بقلم حسن النجار.. تساؤلات حائرة حول ما يجرى فى العالم.. تبحث عن اجابات مفقودة وصراعات تتصاعد 

0 15
الكاتب الصحفي حسن النجار
الكاتب الصحفي حسن النجار

بقلم | حسن النجار  

وهكذا يعيش العالم الان حالة غليان يكتنفها الغموض ويخيم عليها عدم التفاؤل والأمل فى مستقبل أفضل.. فما يجرى فى مناطق شتى من صراعات وحروب وحرب إبادة.. وفوضى واقتتال أهلى وأزمات معقدة..  

وأخرى طاحنة.. ومواقف متباينة وغياب للعدالة والإنسانية وترسيخ حقيقى للظلم وازدواجية المعايير والخداع والتضليل وغياب الإرادة السياسية الدولية لوأد هذا المصير المهلك وكأننا فى حالة استسلام لأقدارنا.. وحتى لا نظلم الأقدار..  

قل لمخططات قوى الشر التى تسعى لهلاك العالم لصالح حسابات وأوهام وعقائد فاسدة يدعمها الشيطان. 

هناك تساؤلات حائرة حول ما يجرى فى العالم.. تبحث عن اجابات مفقودة حول أحداث وصراعات تتصاعد وتجاوزت توقعات انتهائها.. فمازالت الحرب الروسية- الأوكرانية قائمة فى ظل الدعم الأمريكى والغربى لكييف..  

ومازالت حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة تتصاعد دون توقف.. أو حتى أمل فى التوقف والانتهاء فى ظل حكومة متطرفة يقودها متعطش للدماء هو بنيامين نتنياهو ومعه مصاصو الدماء ايتمار بن غفير وسلئبيل سيموتريش فى إبادة ممنهجة وتدمير متعمد لكل سبل ومقومات وأسباب الحياة فى غزة. 

يخرج علينا الرئيس الأمريكى لينفى اتهام حرب الإبادة عن السفاح نتنياهو وعصابته الإجرامية ويكيل لمحكمة العدل الدولية بل ويخبرك بسوء الكلام ان المحكمة تساوى بين الضحية والجلاد..

أمريكا تجعل من نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت ضحية وأصبحت محكمة العدل الدولية هدفاً للعقاب الأمريكى جراء ما أقدمت عليه فى حق نتنياهو وجالانت. 

السؤال المهم.. هل أمريكا لديها خلاف مع إسرائيل أو نتنياهو.. أو ترفض العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.. أو ترفض الهجوم على رفح الفلسطينية أو تسعى بإرادة حقيقية لايقاف العدوان؟..  

وهل واشنطن غير قادرة على ارغام إسرائيل على وقف العدوان؟.. الحقيقة ان محاولات الايحاء بوجود خلاف أمريكي- إسرائيلى على ما يجرى فى قطاع غزة هو خداع وتضليل..  

بل هناك مباركة ودعم مطلق وتأييد يفهمه الأطفال الأبرياء.. ويتجلى فى رفض المساس بإسرائيل عقابا على جرائمها واجهاض أى محاولات لإصدار قرار أممى لوقف الحرب أو عقاب إسرائيل أو حتى ادانتها.. 

بل ان أمريكا تتحمل 40٪ من نفقات السلاح والذخائر والقنابل التى قتل بها جيش الاحتلال الفلسطينيين بدون رحمة أو إنسانية.. لذلك فهو خلاف شكلى وخلاف مصطنع ومزعوم له أسبابه..

خلاف أمريكا ولومها لإسرائيل ونتنياهو فى أمر واحد فقط.. هو الفشل الذريع والتأخر فى تحقيق أهداف القتلة الإسرائيليين من العدوان على قطاع غزة..  

فالأربعة أهداف التى أعلنها نتنياهو للعدوان لم يتحقق منها أى شيء.. ومازال غارقا فى الفشل.. فلم يقض على المقاومة ولم يطلق سراح رهائنه وأسراه لديها.. ولم يسيطر على الأرض عسكرياً.. ولم يقض على أسلحة المقاومة والاجهاز عليها. 

ومن دواعى الخداع يعلن جيك سوليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى خيبة أمله بعد لقائه نتنياهو خاصة انه لم يجد رؤية حول اليوم التالى لانتهاء الحرب والعدوان على غزة..  

فواشنطن لا ترفض على الاطلاق هجوم جيش الاحتلال على رفح الفلسطينية بل مازالت تدعمه ولم تستطع ان توجه مجرد لوم على العبث الإسرائيلى واحتلال الجانب الفلسطينى من معبر رفح واكتفت بالميناء البحرى على ساحل غزة الذى تثار حوله العديد من التساؤلات والشبهات..  

لذلك فإن التناقض الأمريكى فى المواقف أو الكلام لا يشير إلى وجود خلاف.. بل هو عمل هوليوودى يحاولون تسويقه لخداع العالم والرأى العام الأمريكى والعالمى بل ان نتنياهو يراهن على الوقت لابتزاز بايدن والرهان على نجاح دونالد ترامب الذى قد يمنحه الأكثر من الدعم والتأييد وربما طبقا للتصريحات ان نتنياهو يدرك ان ترامب هو الأقرب إلى رئاسة أمريكا فى انتخابات نهاية العام الحالي. 

الحقيقة الثابتة ان الكيان الصهيونى على مستوى الإدارة وعلى مستوى المجتمع أصبح أكثر انقساماً لكنه فى ذات الوقت أصبح أكثر تطرفاً وعنصرية ودموية ضد الفلسطينيين..  

والحقيقة أيضاً ان إسرائيل لا تريد بالأمس أو اليوم أو فى المستقبل حل الدولتين.. وتريد التخلص من الفلسطينيين تماماً.. وليس مجرد تصفية القضية أو تهجير وهو ذات الهدف لأمريكا وان كانت تريد حل الدولتين..  

ودولة فلسطين بطريقة أقرب للشكلية تستطيع من خلالها جنى مكاسب مثل التطبيع مقابل حل الدولتين.. وهو ما أراد سوليفان اقناع نتنياهو به لكن الأخير يرتبك لم يعط أى نتيجة.. وهناك نقاط كثيرة لا تروق هذا المجرم. 

ما يدور فى كواليس والغرف المغلقة بين الأمريكيين والإسرائيليين ما يخرج من فم «الأفعي» يجعلنا نكون أكثر صبراً وتريثاً وثباتا على المواقف وفق حسابات وتقديرات دقيقة لانه من الواضح وبعد 227 يوماً ان هناك مخططات ومؤامرات تتجاوز غزة بكثير..  

ويبقى مخطط «التهجير والتوطين» السيناريو الشيطانى الذى يحاولون تنفيذه على مدار العقدين الأخيرين..  

إلا أن موقف مصر العظيم والشريف والصلب يقف حائلاً وعائقاً وحجر عثرة أمام هذا المخطط فى ظل الرفض المصرى القاطع والحاسم لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة او اجبارهم على النزوح أو تهيئة ذلك بالقضاء على أى معالم وملامح ومقومات للحياة فى غزة من أجل دفعهم إلى الحدود المصرية

من أجل هدف الشيطان الصهيونى المدعوم أمريكياً وغربياً لتوطينهم فى سيناء.. وقولاً واحداً لن يحدث كما أكد الرئيس والقائد العظيم عبد الفتاح السيسي. 

صبر مصر وثباتها وحكمتها له أسبابه لأنها تعرف مسبقاً تفاصيل المخطط وتدرك أهدافه جيداً..  

ورفضته بشكل واضح وحاسم إلا ان الضغوط والابتزاز والحصار مازالت تمارس.. لذلك تتصاعد عمليات الابتزاز والاستفزاز ولعل ما قاله المصدر رفيع المستوى ان التزام مصر بالاتفاقيات الدولية لا يتنافى مع جاهزيتها وقدرتها للتعامل مع كافة السيناريوهات والخيارات لحماية أمنها القومي..

وإذا كانت مصر تدرك انه مطلوب استدراجها حتى تحقق قوى الشر أهدافها ومنها مخطط التوطين وأيضاً ايقاف وتعطيل عجلة ووتيرة التقدم لمصر وضرب قوتها وقدرتها.. خاصة انها الشوكة التى تقف فى حلق «الصهيو- أمريكي»

فى المنطقة.. لذلك مصر مدركة وواعية بما يدور ويحاك وبفضل حكمة قيادتها السياسية قادرة على التعامل مع كافة الخيارات والسيناريوهات ولن تتنازل أو تتراجع قيد أنمله عن مواقفها أو ثوابتها الوطنية.  

تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر  

اترك تعليق