تصريحات نتانياهو بشأن إطلاق عدد من المختطفين في قطاع غزة مقابل استمرار الحرب
كتب| حسن النجار
تمت الترجمة بمعرفة جريدة الوطن اليوم
تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن تصريحاته بشأن إطلاق عدد من المختطفين في قطاع غزة مقابل استمرار الحرب، وفقا لما أفاد به مراسل “الحرة” في تل أبيب، الاثنين، فيما تحدث عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في رفح.
وذكر مكتب رئيس الحكومة، الاثنين، أن حماس هي التي ترفض الصفقة وليس إسرائيل، وأن نتانياهو أوضح أن الجيش لن يترك غزة إلا بعد إعادة جميع الرهائن.
وجاء هذا التعديل بعد زوبعة أثارتها تصريحات نتانياهو أثناء مقابلة تلفزيونية، الأحد، والتي كشف فيها عن أنه يوافق على صفقة تبادل جزئية يتم في إطارها تحرير عدد من المختطفين مقابل استمرار الحرب.
وقال نتانياهو: “مستعد لصفقة جزئية نعيد بها بعض المختطفين لكن سنستأنف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها”.
وتتعارض تصريحات نتانياهو مع اقتراح إسرائيلي بصفقة من ثلاث مراحل من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 120 المتبقين وإلى “الهدوء المستدام” في غزة، وفقا لموقع “أكسيوس”.
وذكر الموقع أن تعليقات نتانياهو تناقضت مع تصريحات مسؤولي إدارة بايدن الذين قالوا في الأيام الأخيرة إن نتنياهو ومساعديه أكدوا دعمهم للاقتراح.
وفي الأسابيع الأخيرة، هدد شريكان لنتانياهو من اليمين المتطرف في الائتلاف، هما الوزيرين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف وإسقاط الحكومة إذا تحول الاقتراح إلى اتفاق.
ووافق مجلس الحرب الإسرائيلي (تم حله) في السابق، على الاقتراح في أواخر مايو الماضي، وعرضه الرئيس بايدن علنا في خطاب ألقاه في 31 مايو.
وحشدت إدارة بايدن دعما دوليا واسع النطاق للاقتراح وتمكنت من جعل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمرر قرارا يؤيده.
وردت حماس رسميا على الاقتراح بعد أسبوعين تقريبا من خطاب بايدن. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في 12 يونيو إن حماس طلبت تغييرات في الاقتراح وطرحت مطالب جديدة تتجاوز مواقفها السابقة.
وقال بلينكن في ذلك الوقت إنه في حين قبلت إسرائيل الاقتراح، فإن حماس لم تقبله.
وادعى نتانياهو أن موقفه “ليس سرا” ولكن كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها علنا عن “صفقة جزئية” أو يشير إلى أنه لم يكن ينوي تنفيذ المراحل الثلاث في الاقتراح الإسرائيلي.
ورفض البيت الأبيض التعليق لأكسيوس على تصريحات نتانياهو.
وردت حماس على تصريحات نتانياهو وقالت إنها دليل على أن إدارة بايدن لم تكن صادقة عندما قالت إن إسرائيل وافقت على اقتراح صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار.
وقالت حماس في بيان “موقف نتنياهو بشأن رغبته في التوصل إلى اتفاق جزئي يتم بموجبه إطلاق سراح بعض الرهائن فقط يظهر أنه يعارض قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وخطاب الرئيس بايدن”.
ومن المرجح أن تؤدي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى زيادة التوترات بين الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض، والتي تزايدت في الأيام الأخيرة بسبب مزاعم نتانياهو بأن إدارة بايدن تحجب الأسلحة عن إسرائيل.
وقال نتانياهو، الأحد، في بداية اجتماع لمجلس الوزراء إن هناك انخفاضا كبيرا في الذخائر القادمة إلى إسرائيل من الولايات المتحدة منذ أربعة أشهر.
واعتبرت هيئة عائلات المخطوفين أقوال نتانياهو تخليا عن 120 مختطفا في غزة، وأنها تقوض الواجب الأخلاقي للدولة إزاء مواطنيها.
وفي الأثناء تتواصل زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى واشنطن حيث التقى مع السيناتور، ليندسي غراهام، والتي انصبت على عدة مسائل، أبرزها إعادة المختطفين وتفكيك قدرات حماس والوضع على الجبهة الشمالية.
ومن المقرر أن يلتقي غالانت الذي وصل إلى واشنطن، الأحد، نظيره الأميركي، لويد أوستن، وكذلك بلينكن، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، ومسؤولين كبار آخرين.
تطورات معركة رفح
وأكد نتانياهو، الأحد، أن المعارك “العنيفة” التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد مقاتلي حركة حماس في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة “على وشك الانتهاء”.
وقال نتانياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية “المرحلة العنيفة من المعارك ضد حماس على وشك الانتهاء. هذا لا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء، لكن الحرب في مرحلتها العنيفة على وشك الانتهاء في رفح”.
وأضاف في أول مقابلة معه تجريها قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ بدء الحرب ضد حماس في السابع من أكتوبر، “بعد انتهاء المرحلة العنيفة، سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، لكن أيضا لإعادة السكان (النازحين) إلى ديارهم”.
وشدد نتانياهو أيضا على أنه لن يقبل أي اتفاق “جزئي”، قائلا “الهدف هو استعادة الرهائن واجتثاث نظام حماس في غزة”.
وردا على سؤال حول مرحلة ما بعد الحرب في غزة، أوضح نتانياهو أن إسرائيل سيكون لها دور تؤديه على المدى القصير من خلال “سيطرة عسكرية”. وقال “نريد أيضا إنشاء إدارة مدنية، بالتعاون مع فلسطينيين محليين إن أمكن، وربما بدعم خارجي من دول بالمنطقة، بغية إدارة الإمدادات الإنسانية، وفي وقت لاحق، الشؤون المدنية في قطاع غزة”.
ومنذ أشهر، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديات في الشارع بسبب إدارته الحرب. ويتجمع العشرات يوميا للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وعودة الرهائن. وأكد نتانياهو أنه “إذا سقطت هذه الحكومة، فستُشكَّل حكومة يسارية وستفعل شيئا على الفور: إقامة دولة فلسطينية، دولة فلسطينية إرهابية ستعرض وجودنا للخطر”.
وتتواصل العمليات العسكرية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، حين شنت حركة حماس هجوما مباغتا من داخل القطاع المحاصر إلى المناطق المحيطة به أسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وتحظى إسرائيل بدعم أميركي كبير سياسيا وعسكريا. وتعد واشنطن الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، لكن البيت الأبيض عبر في الآونة الأخيرة عن إحباطه إزاء ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة حيث تشن إسرائيل عمليات منذ أكثر من ثمانية أشهر خلفت أكثر من 37500 قتيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع.