تفاصيل الرهائن الـ 4 الذين تم تحريرهم من قبل قوات الجيش الإسرائيل في غزة
مني السباعي
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه تمكن من “تحرير” أربعة رهائن كانوا محتجزين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان إن الرهائن “حالتهم الصحية جيّدة”، موضحا أنهم خطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وأشاد “منتدى عائلات الرهائن والمفقودين” الذي يضغط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن، بعملية الإنقاذ ووصفها بأنها “انتصار معجزة”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: “الرسالة هذا الصباح إلى حماس واضحة: نحن عازمون على إعادة جميع الرهائن”.
وأشار هاغاري إلى أن الرهائن تم احتجازهم في مبنيين في مخيم النصيرات بارتفاع ثلاثة إلى أربعة طوابق، معتبرا أنه كان “من المستحيل الوصول إليهم بدون المرور عبر المدنيين”.
وأضاف في تصريحات في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت “كانت هناك عائلات وحراس” في المبنيين. وأوضح أن إحدى الرهائن كانت محتجزة في شقة بينما كان الثلاثة الآخرون معا في شقة أخرى قريبة.
ولفت إلى أن استهداف شقة واحدة فقط كان أمرا محفوفا بالمخاطر، ولهذا السبب تم إجراء عمليتين متزامنتين.
وقتل أكثر من 360 شخصا خلال الهجوم على مهرجان نوفا للرقص، وتقول إسرائيل إن حماس تحتجز 40 رهينة أخرى من حضور هذا المهرجان.
وبالقرب من المستشفى في وسط تل أبيب، فيما صار يعرف باسم ساحة الرهائن، احتشد آلاف الإسرائيليين للاحتفال بإنقاذ الرهائن الأربع والمطالبة بالإفراج عن أكثر من 115 رهينة ما زالوا في غزة.
من هم الرهائن الذين تم تحريرهم؟
والرهائن هم: نوعا أرغماني وألموع مئير وأندري كوزلوف وشلومي زيف.
ظهرت أرغماني في المقاطع التي صورت في السابع من أكتوبر، حيث أجبرها المهاجمون على ركوب دراجة نارية بعد اختطافها مع صديقها أفيناتان أور، وكانت تصرخ حينها “لا تقتلني!”.
وفي فيديو آخر ظهرت أرغماني في مقطع نشرته حماس منتصف يناير، حيث بدت فيه هزيلة وتحدثت عن مقتل رهائن آخرين في غارات جوية بعد أشهر من الهجمات الإسرائيلي بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.
وفي مقطع ثالث ظهرت فيه في صور عندما نشرت والدتها مناشدات لإطلاق سراح طفلتها الوحيدة قبل أن تموت، إذ أن والدتها مصابة بسرطان الدماغ في المرحلة الرابعة.
وقالت ليروا أرغاماني (61 عاما) وهي مهاجرة صينية إلى إسرائيل حينها “أريد أن أراها مرة واحدة أخرى. أتحدث إليها مرة أخرى.. لم يعد لدي الكثير من الوقت في هذا العالم”.
وقال روي ياكوف، والد أرغماني لشبكة “سي إن إن” في فبراير إنه عندما شاهد فيديوهات ابنته لأول مرة “فقد الوعي”، مشيرا إلى أنه كان مؤلما وشعر بعد رؤيته وكأنه “يتمزق”، لأنها ابنته الوحيدة.
وكانت أرغماني قد بدأت في مواعدة صديقها أور منذ عامين حيث التقت به في جامعة بن غوريون في بئر السبع،
وكانا يخططان للانتقال إلى تل أبيب، بحسب ما أكدت والدته لموقع”يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي، مشيرة إلى أن أور تخصص في مجال الهندسة الكهربائية، وتم توظيفه في شركة انفيديا.
وكان أبوها ياكوف أول من استقبل أرغماني لدى عودتها على متن طائرة مروحية عسكرية إسرائيلية.
وقال: “اليوم هو عيد ميلادي، وهدية كهذه لم أصدق أنني سأحصل عليها أبدا”.
مئير من بلدة صغيرة قرب تل أبيب، وكان قد أنهى خدمته العسكرية قبل نحو ثلاثة أشهر من اختطافه، على ما نقلت أسوشيتد برس عن صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وبحسب منتدى عائلات الرهائن فإن مئير كان سيلتحق بعمله في شركة متخصصة بالتكنولوجيا في الثامن من أكتوبر الماضي.
كوزلوف كان يعمل حارسا أمنيا في المهرجان الذي اقتحمه عناصر من حماس في السابع من أكتوبر.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه هاجر إلى إسرائيل بمفرده قبل نحو عام ونصف، وجاءت والدته إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
وتشير معلومات أوردتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن زيف، وهو من منطقة زراعية في شمال إسرائيل ويعمل حارسا أمنيا فيها، كان قد ذهب إلى الحفل مع صديقين قتلا في السابع من أكتوبر.
وذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن زيف كان هو وزوجته يحاولان إنجاب الأطفال منذ 17 عاما.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة إن “عدد ضحايا مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات ارتفع إلى 210 شهداء وأكثر من 400 جريح وهؤلاء وصلوا إلى مستشفيين، مستشفى العودة في النصيرات ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح”.
واتهمت حركة حماس في بيان القوات الإسرائيلية بارتكاب “مجزرة وحشية في النصيرات”، داعية “المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى اتخاذ موقف حقيقي من هذه الجرائم الممتدة… والعمل على وقفها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة”.
جاءت العملية رغم الضغوط الدولية المتزايدة عل
ى إسرائيل بعد غارة دامية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في النصيرات كان يحتمي فيها نازحون.
من جهته، رجح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تصريح لموقع الحرة أن يكون عدد كبير من هؤلاء القتلى من مسلحي حماس، وأضاف أن الحركة تتحمل مسؤولية مقتل أي مدنيين لأنها أخفت الرهائن بينهم.
وقال: “تقديراتنا أن عددا كبيرا من القتلى الذين تتحدث عنهم حماس هم من عناصر الحركة ونحملها المسؤولية كاملة عن سقوط المدنيين لأنها وضعت الرهائن في قلب منطقة سكنية لاستخدامها لأغراض عسكرية.”
يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو احتجاجات منتظمة تطالبه بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن.
وتزايدت الضغوط بعد أن استعادت القوات الإسرائيلية جثث سبعة رهائن من قطاع غزة الشهر الماضي.
واعتبر نتانياهو السبت أن القوات الإسرائيلية “أثبتت أن إسرائيل لا تستسلم للإرهاب وتتحرك بصورة مبتكرة وبشجاعة لا تعرف حدودا لإعادة رهائننا”.
كما نشر مكتبه مقطع فيديو له وهو يتحدث مع أرغاماني التي قالت إنها “متحمسة للغاية” للعودة إلى منزلها، مضيفة “لم أتحدث العبرية منذ وقت طويل”.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بالعملية قائلا “لن نتوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم ويتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا أمر من الضروري أن يحدث”.
جاء تصريحه في باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي هنأ أيضا عائلات الرهائن بتحريرهم.
خلف هجوم حماس الذي أدى إلى اندلاع الحرب 1194 قتيلا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي إلى مقتل ما لا يقل عن 36801 شخص في غزة، معظمهم أيضا من المدنيين، وإصابة 83680 شخصا، وفق وزارة الصحة في القطاع.