بقلم حسن النجار .. «لاقينى ولا تغدينى» المحافظ هو ممثل الدولة أمام المواطنين 

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار وعضو المكتب الفني للشؤون السياسية

0

بقلم | حسن النجار  

لا شك أن تحركات المحافظين وسط الجماهير شىء مهم للغاية، وقد أحدثت حراكا شعبيا، لكنها فى الوقت نفسه صاحباتها تصرفات مصدرها أن المحافظين الجدد حديثو عهد بالعمل العام..  

ولذلك فقد تم تغيير الخطة إلى عقد لقاءات جماهيرية أسبوعية، ويوم مفتوح لتلقى شكاوى وطلبات المواطنين!.  

واللقاءات الجماهيرية ستجعل أداء المحافظ أهدأ، لأنه فى مكتبه وبين موظفيه ويستقبل الجمهور فى هدوء، بلا ضجيج تفرضه الجولة الشعبية، «وصور يا هيثم»،  

ولا يعنى هذا أن يبقى المحافظ فى مكتبه، لكن أتكلم عن ترشيد حركة المحافظين.. صحيح أن مواجهة الأمور على أرض الواقع أفضل، لكنها تضطر المحافظ لاتخاذ قرارات سريعة، وهى خبرة لا يملكها المحافظون الجدد!.  

لا أحب أن أضع الجميع فى سلة واحدة، فهناك محافظون تدرّجوا فى العمل العام، وهؤلاء لم نسمع بهم حتى الآن، ولم يسقطوا فى دائرة الانتقادات، ومكّنتهم خبرتهم من الانتظار حتى تمر الهوجة التى أحدثها بعض المحافظين الجدد، خاصة فى الدقهلية وسوهاج وأسوان!.  

بالتأكيد كان دافع هؤلاء الحماسة والرغبة فى الشهرة وأداء الخدمة وحل شكاوى المواطنين وتقديم حياة كريمة للجمهور وضبط السوق والأسعار ورغيف الخبز!.  

صحيح أن المواطنين يقولون «لاقينى ولا تغدينى»، كما أن طلباتهم بسيطة وسهلة فهى إما تظلم من قرار أو شكوى للحصول على فرصة عمل، أو مساعدة على المعيشة أو منحة من منح مديريات التضامن..  

وكلها طلبات قانونية ومقدور عليها، ولو أداها المحافظ بابتسامة سيحقق الشعبية والجماهيرية التى يسعى إليها.. والناس يحتاجون من يحنو عليهم!.  

اللقاءات الجماهيرية هى الأصعب، لأن المحافظ مطالب بالرد فورا كأنه فى اختبار قدرات وصلاحية، أما فى اللقاء المفتوح فهو يأتى بكل مسؤولى المديريات فيرد كل واحد فى تخصصه، فهو يسمع ويتعلم وتتراكم خبراته، بالذات عند فئة معينة من المحافظين الذين لم يسبق لهم الاحتكاك بالجمهور!.  

وبالمناسبة، هناك محافظون سابقون يعرفون أنهم تعلموا على يد وكلاء الوزارة، خاصة وكيل الوزارة «العقر» الذى علّمه مدى قانونية قراره عندما يتخذه، ومدى أحقية المواطن فى القرار. 

 وهناك مواطن «عقر» يعرف حقه إذا كان قانونيا أو غير قانونى.. وبالتالى فالمحافظ يبدأ المذاكرة من جديد!. 

باختصار، المحافظ هو ممثل الدولة أمام المواطنين. يجب ألا يغضب أو يتهور كما فعل محافظ سوهاج مع طبيبة المراغة، ويجب أن يكون أهدأ فى القرار حتى لا يورط نفسه ويعتذر فيما بعد، مع أن الاعتذار كان أهم نقطة إيجابية بدأ بها عمل المحافظين الجدد!. 

اترك تعليق