بقلم حسن النجار «حسن النيات وسلامة القصد» شاهدا علي كلمات أنقلها نصا من بيان الحكومة الي نواب الشعب ؟
بقلم | حسن النجار
بالامس المقبل استمعت بإنصات إلى بيان الحكومة من مقعدى الذى أشرف بالانتماء إليه وسط نواب الشعب، وقدر ما أعجبتنى الصياغة والمحاور التى دارت حول النقاط الأكثر اتفاقا مثل استراتيجية مصر 2030 ومخرجات الحوار الوطنى وجودة التعليم وبناء الإنسان والمحور الاقتصادى،
وكلها نقاط من الرائع أن تدرج فى برنامج الحكومة – قبل 4 سنوات سابقة! – إن استراتيجية مصر 2030 حين أطلقت كانت حلما عظيما، وكانت تخطيطا مشرفا،
لكن طرحها اليوم وهناك بحسابات الأرقام ملفات من المستحيل تحقيقها كما تم التخطيط لها وكانت الوعود بها، فهنا يجب أن نتوقف عند مناقشة ما سأسميه «فجوة الصياغة» مهما أيقنا من حسن النيات وسلامة القصد.
نعم، الأحلام تبدو منطقية ونتفق أننا على خط واحد من كل تلك الأمور، لكن تكرار الدكتور مدبولى لكلمات مثل: «سنستمر وسنواصل وسنقوم وسنستكمل وسنتوسع وسنعمل ونؤكد!»- وهى كلمات أنقلها نصا – يجعلنى أدرك أن هناك «فجوة صياغة» مهمة ويجب أن يتم رصدها والتعامل بجدية معها.
إن التعامل، وبشكل يومى، مع مطالب الناس، ومشكلاتهم وإحباطاتهم وأحلامهم، يلزمنا أن نصحح كل يوم عشرات المعلومات الخاطئة عن الحكومة، ونطمئن إن استطعنا ونتفاعل كلما تمكنا ونساعد متى استطعنا.
وكل هذا التفاعل يضع علينا مسؤولية أن نكون أيضا قنوات اتصال بصفتنا جزءا من هذا الشعب وقنوات اتصال بينه وبين الحكومة فعلى مدار الشهور الماضية، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية نحن أمام بيان حالة جديد يجب أن يصل للحكومة وأن تستخدمه فى مخاطبتها للناس بل وقبلا فى وضع خططها واستراتيجياتها،
ولا أجد أفضل من اقتباس ما كتبه قائد رأى ذو خبرة: «ليكن التواصل بين الحكومة والرأى العام فرض عين والتعاون المجتمعى معها فريضة»، ولأن أصل التواصل الاستماع، وقمة التعاون الوضوح،
كلها أمور شجعتنى أن أرد على بيان الحكومة ببيان مقتضب، لغته واضحة ويخلو من الإنشاء أو المجاملة، ألخص فيه جل ما يتداوله الناس كل يوم، لعله يفيد الحكومة فى مهمتها الجليلة، وهذا نصه:
يتقدم الشعب المصرى إلى الحكومة الجديدة بخالص التهنئة وتمنيات التوفيق.
أما بعد…
يشكر المواطن المصرى الحكومة على بيانها المطول ويتعاون معها برد مختصر وسريع وناجز يضمن للحكومة أسمى درجات التوفيق وأقصى درجات التعاون الشعبى والتأييد، يتلخص البيان فى المحاور التالية:
1- التعليم: المبدأ (إتاحة حد أدنى من التعليم الجيد يضمن خروج مواطنين قادرين على المشاركة فى البناء، فالمتعلم مشغول بالعمل والمشغول بعمل لا وقت لديه لافتعال الأزمات).
– مدرسة قريبة من المنزل يدخلها الطالب دون عناء وترجى، فصولها كافية، ومدرسوها أكفاء.
– مدرس راتبه مناسب، وأسلوب واضح لقياس النتائج، وتقييم دورى لجودة التعليم.
– نماذج تربوية تليق بنا وتخرج مبنى على قدرات وتحصيل، لا درجات وغش جماعى.
2- الصحة: المبدأ (الوقاية توفر على الدولة مليارات من فاتورة العلاج واحترام الطبيب جزء من وقاية المجتمع من جل أمراضه).
– وقاية أكثر ورقابة على المواد الغذائية.
– مستشفيات أكثر وأطباء يعملون فى ظروف آدمية تحترم إمكاناتهم وتمكنهم من التطور.
– سرعة فى إنجاز ملف التأمين الصحى الشامل بدون معوقات وبدون تخبط.
– الحسم فى ملف القضية السكانية والإنجاب غير المسؤول.
3- الاقتصاد: المبدأ (الشعب هو من يصنع الاقتصاد وناتج الاقتصاد الكلى هو حصيلة نجاحات القطاع الخاص، فلتتوقف الحكومة عن اعتبار نفسها مصدر الدخل القومى وتعود إلى دورها فى تسهيل مهمة الناس وإسراع عجلة أعمالهم وتحتفظ بحقها فى ضرائب عادلة مقابل خدمات وبنية تحتية جاذبة).
– مسارات واضحة وأولويات معلنة.
– رسوم أقل وخدمات أفضل.. ولتدرك الحكومة أن المغالاة تسبب النفور وتفتح أبواب الفساد.
– تسهيلات حقيقية لقطاع التكنولوجيا وفتح مساحات تسهيل حقيقية للشركات التى تدر دخلا دولاريا ومقاومة الرغبة فى التعطيل والتعقيد التى أخرجت ملايين من الدولارات على مدار العام الماضى.
– توطين الصناعة بتسهيلات حقيقية وخطط ناجزة لتوفير مستلزمات التصنيع وثبات فى القرارات ورقابة جودة.
4- جودة الحياة: المبدأ (مواطن شريك هو مواطن متعاون، ومن يدرك قيمة دوره يعظم أثره).
– البناء على نجاح ملف حياة كريمة وجعلها أسلوب حياة لكل المصريين.
– شوارع آمنة وفن متاح وصناعة البهجة عن طريق فن حقيقى ممكن.
– احترام ذكاء المواطن وتطوير رسائل تواصل واضحة تناسب إدراكه وتضمن للجميع فهما لتحديات اليوم ومشاركة فى فرص الغد.
– محليات فاعلة، تعمل لخدمة الناس لا عليهم، وتطهيرها فرض واجب.
أما بعد…
ينتهى هنا بيان الشعب لأن المطلوب كثير ومن غير المعقول أن يُدرك كله، لكن ما صيغ أولويات لا تحتمل التأجيل وواجبات محددة للحكومة يمكن البناء عليها.
حفظ الله مصر – حفظ الله الوطن – حفظ الله الجيش