بقلم حسن النجار .. المستقبل شىء آخر غير نتيجة الثانوية

الكاتب الصحفي والمفكر السياسي حسن النجار رئيس تحرير جريدة الوطن اليوم

0

بقلم | حسن النجار 

أهم خبرين حتى الآن فى العام.. حركة التغيير الوزارى ونتيجة الثانوية العامة.. وبالتالى مكتب تنسيق الوزراء ومكتب تنسيق الجامعات.. وبالمناسبة فإن نتيجة الثانوية لا تؤثر فى حركة التغيير الوزارى،

لا أحد فيهما يؤثر فى الآخر بالضرورة.. عشنا وشفنا وزراء لم يكونوا أوائل الثانوية العامة، ولا حتى من المتفوقين.. وربما مشكوك فى حصولهم على شهادات جامعية وثانوية!

كان زمان أوائل الثانوية هم أوائل الجامعات وهم الوزراء فى تخصصاتهم.. لم يعد التعليم سبيلاً للرقى الاجتماعى.. سمعت ولى أمر يقول لابنه: «ولا يهمك المستقبل شىء آخر غير نتيجة الثانوية»..

«المهم تشتغل على نفسك لتختار عملًا جيدًا.. زوج خالتك حصل على ٦٥٪ ودخل حقوق شوف بقى فين دلوقتى؟، سعادة الباشا راح وسعادة الباشا جه.. إنها أقدار ومكتوبة..

أنا مثلاً كنت من أوائل الطلبة كنت (علمى رياضة) لم أدخل هندسة على ٢٪، ودخلت تجارة وتساويت بالطلاب المتوسطين، وأصبحنا فى مكتب واحد فى شؤون العاملين بمجلس المدينة»!

مكتب التنسيق يوفر فرص التحاق بالجامعة، لكنه لا يوفر فرصًا للحالمين بالمستقبل.. تفرق على درجة أو اثنتين.. الأوائل هذا العام قالوا إنهم حققوا أحلام أسرهم فى التفوق وفرحوهم.. البعض قال إنه يحلم بالارتقاء بالوطن..

كنا مثلهم نحلم بنفس الأحلام للارتقاء بالوطن.. بعضهم يحلم أن يكون طبيبًا لعلاج المرضى والفقراء فإذا صاروا أطباء رفعوا تذكرة الكشف إلى درجة عالية، بحيث لا يستطيع الفقير أن يصل إليهم، والضباط مفترض أنهم يحلمون بضبط اللصوص.. كيف تتغير الأحلام فى الواقع؟!
المفاجأة أن معظم الأوائل من الريف أو من الأقاليم، وبالتأكيد فهم يشعرون بنبض الناس،

وحين يقررون دخول الطب والهندسة ويقولون سنساعد الفقراء فهم يؤمنون بما يقولون، ونحن ننتظر مجهوداتهم فى خدمة المجتمع بعد سنوات من التخرج.. هى تقريبًا ذات المشاعر التى كنا نحسها فى سن الشباب، كانت أحلامنا باتساع الأفق، ولذلك أشعر بما يشعر به أوائل الثانوية الآن!

لم أنسَ الفقراء فى عملى الصحفى، أتبنى قضاياهم وأدافع عنهم.. وهكذا كان أصدقائى الذين التحقوا بكلية الطب وهم يفتحون عياداتهم فى الريف.. كان الكشف على قدر ظروف الناس، وربما يصرفون لهم بعض العلاج أيضًا.. ولذلك أصدق أوائل الطلاب حين يتحدثون عن أحلامهم بالنسبة للمجتمع،

أو حين يتحدثون عن مثلهم الأعلى (د. أحمد زويل، ود. مجدى يعقوب، وغيرهما)، هى أحلام خضراء سوف تنضج بمرور الوقت حتى تكون حقيقة!

الآن أنصح أبناءنا الطلبة بأن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، ولا الكليات التى سيدخلونها نهاية المطاف أيضًا.. المجموع شىء والمستقبل شىء آخر.. الفرص التى يقدمها لك المستقبل هى التى تفتح لك أبواب الأمل والثراء، وليست الكلية.. اترك كل شىء لله، واعمل ما عليك ولا تقصر ولا تكسل!.

اترك تعليق